البنوك المركزية تتجه نحو تحويل احتياطياتها من الذهب المادي إلى الوطن بسبب تطورات جديدة!

المصدر : العربية

 بعد فرض العقوبات على الأصول الروسية من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية، قررت البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية العالمية نقل مشترياتها من الذهب إلى أوطانها وعدم الاحتفاظ به في المراكز المالية العالمية مثل لندن ونيويورك كما كان يحدث في الماضي.ووفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي الصادر في فبراير الماضي، توسعت مشتريات البنوك المركزية للذهب للعام الثاني عشر على التوالي، حيث اشترت 1136 طنًا متريًا من الذهب خلال العام الماضي وحده، وهو رقم قياسي جديد.يشير تقرير استطلاع شركة “إنفيسكو” إلى أن نحو 40% من البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية أكدت أن هذا التحول الجديد يأتي نتيجة تخوفهم من تجميد أصولهم في الغرب، استنادًا إلى ما حدث مع روسيا بعد اندلاع الأزمة في أوكرانيا.تحرك البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية نحو نقل مشتريات الذهب إلى بلدانهم يعكس رغبتهم في تعزيز الأمان وتقليل المخاطر السياسية والاقتصادية المحتملة. قد يعزى هذا الاتجاه أيضًا إلى الرغبة في التخلص من التبعية للنظام المالي الغربي وتنويع مواقع تخزين الأصول.عمومًا، يعكس هذا التحول اهتمامًا متزايدًا بالذهب كملاذ آمن واحتياطي قيمة، حيث يُعتبر الذهب أحد الأصول التي تحتفظ بقيمتها في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية. يبدو أن البنوك المركزية قد اتخذت قرارات بنقل مشترياتها من الذهب إلى بلدانها، وذلك بناءً على المعلومات التي قدمتها البنوك المركزية واستطلاع “Invesco”. يشير البنك المركزي الذي لم يتم ذكر اسمه إلى أنه قد زاد من حيازاته من الذهب على مدى السنوات الثماني الماضية واعتاد الاحتفاظ بها في لندن، ولكنه قرر الآن نقل الاحتياطيات إلى بلده لأسباب أمنية.من جانب آخر، يعتبر الدولار الأميركي العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن العقوبات الشاملة المفروضة على روسيا قد أثرت على النظام المالي العالمي الذي يعتمد على الدولار الأميركي. هذا الوضع دفع ببعض الدول للبحث عن بدائل للتعامل مع الدولار الأميركي في التجارة الدولية.وعلى الرغم من ذلك، يتفق البنوك المركزية بشكل عام على أنه لا يوجد بديل واضح للدولار الأميركي كعملة احتياطية، وهذا ما يشير إليه التقرير الصادر عن “Invesco”. ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته الشركة، فإن اليوان الصيني ليس البديل المرجو على المدى القصير، حيث يعتقد 18% فقط من المشاركين في الاستطلاع أن اليوان سيصبح عملة احتياطية حقيقية في غضون خمس سنوات.لقد أشار أيضًا بنك مركزي آخر في سوق ناشئة لـ “Invesco” إلى أن الناس كانوا يبحثون عن بدائل للدولار واليورو لفترة طويلة، وكانوا على استعداد لاعتمادها إذا توفرت بدائل مناسبة.يمكن استنتاج أن هناك تحركاً واضحاً من قبل البنوك المركزية لنقل حيازات الذهب إلى بلدانها، وذلك ربما بسبب الاهتمام بتعزيز الأمان والاستقلالية المالية.نقلا عن موقع العربية