ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة يوم الجمعة، مع إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار الأمريكي، مما عزز الارتفاع القوي الذي شهدته المعادن النفيسة في نهاية العام.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.8% ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 4536 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4502 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 4512 دولار للأونصة.
يأتي ارتفاع الذهب اليوم بعد أن توقفت الأسواق المالية عن العمل يوم أمس بسبب عطلة عيد الميلاد، ليعود الذهب ويسجل مستوى تاريخي جديد للجلسة الرابعة على التوالي، ويثبت أقدامه فوق المستوى 4500 دولار للأونصة، مع استقرار مؤشر الزخم في منطقة التشبع بالشراء.
تسبب الزخم المتزايد في السوق والمضاربون في ارتفاع أسعار الذهب منذ أوائل ديسمبر حيث ساهمت عوامل عدة في دعم الذهب، منها ضعف السيولة في نهاية العام، وتوقعات استمرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وضعف الدولار، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، في دفع المعادن النفيسة إلى مستويات قياسية جديدة.
على الصعيد الجيوسياسي صعدت الولايات المتحدة ضغوطها على صادرات النفط الفنزويلية، وهي خطوة أثارت مخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات وعدم الاستقرار الإقليمي على نطاق أوسع. هذا بالإضافة إلى تصريح الرئيس دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي بأن القوات الأمريكية شنت غارات على أهداف للمسلحين في نيجيريا، مما يسلط الضوء على استعداد واشنطن لاستخدام القوة العسكرية في مناطق متعددة.
تعمل التوترات الجيوسياسية على زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق، وفي ظل ضعف السيولة النقدية وتراجع أحجام التداول خلال فترة الأعياد يتسبب الطلب حتى لو ضعيف في تحرك أسعار الذهب بشكل ملحوظ كما شاهدنا اليوم.
من جهة أخرى يتداول الدولار بالقرب من أدنى مستوياته في 3 أشهر وسط تزايد الضغوط السلبية بسبب توقعات الأسواق بقيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال العام القادم، وبالرغم من تعافي الدولار بعض الشيء خلال جلسة اليوم إلا أنه يظل تحت الضغط السلبي. يذكر أن تراجع الدولار يزيد من فرص ارتفاع سعر الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
كما ساهم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية في دعم الأصول غير المدرة للعائد كالذهب، حيث يعيد المستثمرون تقييم توقعات أسعار الفائدة الأمريكية ويحولون محافظهم الاستثمارية نحو الأصول التي تخزن القيمة.
شهد الذهب ارتفاعًا قويًا هذا العام بنسبة 72% مسجلًا أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979، مدفوعًا بتخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، والغموض الجيوسياسي، وقوة الطلب من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة، واستمرار تراجع استخدام الدولار.
أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع صافي التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع السابع على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر.
وصل صافي التدفقات إلى 3.1 طن من الذهب وهو أقل مستوى منذ 5 أسابيع، وكان صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية صاحبة أكبر تدفقات داخلة بمقدار 9.2 طن من الذهب بينما شهدت الصناديق الأوروبية خروج تدفقات بمقدار – 6.4 طن.