التذبذب يسيطر على تحركات الأونصة
العالمية مع نهاية الأسبوع، حيث استطاع الذهب الصمود أمام توقعات تأجيل خفض
الفائدة الأمريكية بعد أن وجد الدعم من التوترات في الشرق الأوسط وبدأ عطلة العام
الجديد في الصين.
شهد سعر الأونصة العالمية من
الذهب تراجع طفيف لليوم الثالث على التوالي ليتداول حالياً عند المستوى 2031 دولار
للأونصة، وذلك بعد أن سجلت يوم أمس أدنى مستوى عند 2020 دولار للأونصة قبل أن تغلق
الجلسة عند المستوى 2034 دولار للأونصة.
الذهب في طريقه إلى تسجيل انخفاض
أسبوعي بنسبة 0.4% بعد أن ارتفع الدولار الأمريكي بداية هذا الأسبوع ليسجل أعلى
مستوى منذ 3 أشهر، ويجبر الذهب على التراجع ولكن المعدن النفيس وجد عدد من العوامل
التي ساعدته على الصمود ليدخل في تحركات عرضية.
خلال الأسبوع صدر عدد من تصريحات
أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي أكدوا خلالها على ملائمة السياسة النقدية الحالية
للبنك لأوضاع الاقتصاد الأمريكي، وأن أعضاء البنك يفضلون بقاء الفائدة عند
مستوياتها المرتفعة الحالية لفترة أطول من الوقت.
أعضاء الفيدرالي الأمريكي لم
يحددوا موعد بعينه لبدأ خفض الفائدة وأشاروا أنهم في حاجة إلى المزيد من التأكيد
على انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام وصولاً إلى مستهدف التضخم للبنك عند 2%.
وأشار أعضاء البنك أن التحسن
الأخير في أداء قطاع العمالة والنمو الاقتصادي يدل على مرونة الاقتصاد الأمريكي،
ويعطي البنك الفيدرالي مساحة أكبر للتحرك بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
عمل هذا على ارتفاع الدولار
الأمريكي خلال هذا الأسبوع بنسبة 0.6% وفقاً لمؤشر الدولار ليسجل أعلى مستوى في 3
أشهر عند 104.45. كما ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات
خلال الأسبوع بنسبة 3.5% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 4.177%.
يوم أمس صدرت بيانات طلبات اعانات
البطالة الأسبوعية عن الاقتصاد الأمريكي وللمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، تراجعت
طلبات الحصول على إعانة البطالة لتسجل 218 ألف بأقل من التوقعات 221 ألف والقراءة
السابقة 227 ألف. وهذا يعني أن الشركات تحافظ بشكل مطرد على موظفيها الحاليين. ومن
هذا يمكن للمرء أن يستنتج أن القوة الاقتصادية لا تزال مستمرة.
زادت هذه البيانات من الضغط
السلبي على الذهب وتماسك الدولار الأمريكي بشكل أكبر، ولكن الذهب استطاع الحفاظ
على مستوياته ليتداول فوق المستوى 2030 دولار للأونصة بعد أن حصل على بعض الدعم.
عادت المخاوف بشأن القطاع المصرفي
الأمريكي إلى الظهور من جديد في ظل بعض الضغوط في البنوك الإقليمية الأمريكية، حيث
خفضت وكالة موديز تصنيف بنك نيويورك كوميونيتي بانكورب بسبب الضغط على عمليات
التمويل والسيولة النقدية لدى البنك.
إلى جانب هذا بدأ العام الجديد في
الصيني لتدخل الأسواق المالية في عطلة، وهي فترة تتميز بتزايد مشتريات الذهب في
الصين خلالها، خاصة أن الصين تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم.
من جهة أخرى استمرت التوترات في
الشرق الأوسط وبعد أن استمرت الهجمات من الكيان الصهيوني على مناطق في مدينة رفع
الحدودية الجنوبية، بعد رفضهم مقترح الهدنة ووقف إطلاق النار.
سيتحول التركيز الأسبوع المقبل
إلى تقرير مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بعد أن قال مسؤولو الاحتياطي
الفيدرالي إنهم سيؤجلون خفض أسعار الفائدة حتى يكون لديهم ثقة أكبر في أن التضخم
يتجه نحو الانخفاض إلى 2٪.
من ناحية أخرى أعلن مجلس الذهب
العالمي أن شهر يناير 2024 وحده شهد تدفقات نقدية خارجة بمقدار 2.8 مليار دولار من
صناديق الاستثمار في الذهب بما يعادل 51 طن من الذهب، وبشكل عام قادت صناديق أمريكا
الشمالية عمليات خروج التدفقات النقدية واستمرت الصناديق الأوروبية في تسجيل خسائر
فادحة. بينما استطاعت الصناديق في آسيا جذب تدفقات نقدية بشكل معتدل.
وأوضح مجلس الذهب العالمي أنه على
الرغم من انخفاض سعر الذهب، فقد ارتفع متوسط أحجام التداول عبر أسواق الذهب
العالمية إلى 175 مليار دولار أمريكي في الشهر الأول من عام 2024، أي ارتفاع بنسبة
15٪ على أساس شهري.