ارتفعت أسعار الذهب لليوم الثاني
على التوالي ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من أسبوع، ولكن تبقى أسعار الذهب داخل نطاق
محدد من التداولات في ظل انتظار الأسواق لنتائج اجتماع البنك الفيدرالي بالإضافة إلى
بيانات قطاع العمالة الأمريكية هذا الأسبوع.
سجل السعر الفوري للأونصة
العالمية من الذهب ارتفع اليوم بنسبة 0.1% ليسجل اعلى مستوى منذ أكثر من أسبوع عند
2040 دولار للأونصة ليتداول السعر حالياً عند المستوى 2035 دولار للأونصة.
منذ بداية الأسبوع ارتفع سعر
الذهب بنسبة 0.8% بعد أن وجد الدعم من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق
المالية في أعقاب حادث قتل وجرح جنود أمريكيين على الحدود السورية في هجمة جوية،
مما زاد من المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
على الرغم من ارتفاع سعر الذهب
منذ بداية الأسبوع إلا أن تداولاته تظل داخل نطاق محدد حتى الآن، وهو ما يعكس توتر
الأسواق وعدم الرغبة في اتخاذ قرار واضح لشراء الذهب أو بيعه لفترة مستمرة.
هذا الأسبوع يصدر اجتماع البنك
الفيدرالي الأمريكي والذي من المتوقع أن يثبت أسعار الفائدة دون تغيير ولكن تركيز
الأسواق ينصب على أية تلميحات تصدر عن البنك أو تصريحات لرئيسه جيروم باول الذي يتحدث
في مؤتمر صحفي غدا عقب اجتماع البنك.
بالإضافة إلى هذا تصدر بيانات
قطاع العمالة الأمريكي هذا الأسبوع وهي البيانات الأكثر أهمية والتي تساهم في
قرارات البنك الفيدرالي، حيث تبحث الأسواق عن المزيد من الدلائل على مستقبل
السياسة النقدية الأمريكية وأسعار الفائدة.
الرهانات الأخيرة للأسواق تشير
إلى احتمال بنسبة 50% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس
في اجتماعه في مارس القادم، حيث تراجع هذا الاحتمال من 70% بسبب البيانات
الأمريكية الأفضل من المتوقع التي تصدر عن الولايات المتحدة منذ بداية العام.
إلى جانب تصريحات أعضاء البنك
الفيدرالي بضرورة استمرار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول من الوقت
لضمان استدامة تراجع معدلات التضخم للوصول إلى مستهدف البنك الفيدرالي عند 2% خلال
فترة زمنية مناسبة للبنك.
تراجع رهانات خفض الفائدة تسبب في
ضعف في أداء الذهب منذ بداية العام، فقد انخفض سعر أونصة الذهب منذ بداية 2024
بنسبة 1.3% منذ كون خفض الفائدة يدعم أسعار الذهب بشكل كبير، ومع تقلص التوقعات
بخفضها انعكس هذا بالسلب على أسعار الذهب العالمية.
من جهة أخرى مضاربي الذهب في
كومكس خفضوا صافي مراكزهم للشراء بمقدار 24.019 عقدًا إلى 76.615 عقدًا في الأسبوع
المنتهي في 23 يناير، مما يعكس عدم وضوح مسار الذهب بالنسبة للمستثمرين خلال
الفترة الحالية.
الفترة الحالية تشهد تراجع في
الطلب الاستثماري على الذهب بسبب تغير توقعات الأسواق بشأن الفائدة الأمريكية، فقد
أظهرت البيانات الأخيرة الصادرة عن مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار
المدعومة بالذهب قد شهدت خلال الأسبوع المنتهي في 26 يناير 2024 خروج استثمارات
نقدية بمقدار 5.5 طن ذهب من الصناديق.
الاستثمارات الخارجة من صناديق
الذهب تعكس تراجع ثقة المستثمرين في المعدن النفيس، في ظل حقيقة استمرار الفائدة
الأمريكية عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت كما تشير التوقعات حالياً أن
الفيدرالي لن يلجأ إلى خفض الفائدة قبل منتصف العام الجاري.
صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب
في أمريكا الشمالية شهدت خروج تدفقات نقدية بمقدار 3.1 طن ذهب بينما شهدت صناديق
أوروبا خروج 3.2 طن ذهب، في حين سجلت الصناديق في أسيا دخول تدفقات نقدية بمقدار
1.1 طن ذهب.