ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة
للجلسة الثانية على التوالي ولكنه في طريقه إلى تسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي منذ 6
أسابيع، يأتي هذا في ظل ارتفاع مستويات الدولار وعوائد السندات الأمريكية بعد
تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية من قبل الأسواق بعد تصريحات أعضاء الفيدرالي
والبيانات الاقتصادية الأفضل من المتوقع.
سجل الذهب الفوري ارتفاع اليوم
بنسبة 0.4% ليسجل اعلى مستوى في جلستين عند 2030 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة
اليوم عند المستوى 2023 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند 2029 دولار
للأونصة.
خلال هذا الأسبوع انخفض الذهب
بنسبة 1% حتى الآن وكان قد سجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع عند 2001 دولار للأونصة قبل
أن يقلص خسائره بداية من جلسة أمس، مستغلا عمليات جني الأرباح على الدولار
الأمريكي الذي ارتفاع بشكل كبير هذا الأسبوع.
عدلت الأسواق من توقعاتها تجاه
موعد بدء البنك الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة، وذلك بعد عدد من تصريحات
أعضاء البنك التي أكدت على حاجة البنك الفيدرالي لاستمرار الفائدة عند مستوياتها
الحالية لفترة أطول من الوقت لضمان تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام.
قال رئيس البنك الاحتياطي
الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك يوم أمس إنه منفتح على خفض أسعار الفائدة في
وقت أقرب مما كان متوقعًا اعتمادًا على مدى سرعة انخفاض التضخم، لكن الأساس كان
لبدء التخفيضات في الربع الثالث.
توقعات الأسواق الآن تشير إلى
احتمال بنسبة 55% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة في مارس القادم، لتنخفض التوقعات
من 70% خلال الأسبوع الماضي. ليعمل هذا على دفع العائد على السندات الحكومية
الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع لأعلى مستوى في 5 أسابيع عند 4.173% في
طريقه لتسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 5%.
من جهة أخرى يشهد مؤشر الدولار
الأمريكي تذبذب خلال تداولات اليوم وذلك بعد أن ارتفع هذا الأسبوع ليسجل أعلى
مستوى منذ قرابة 5 أسابيع، في طريقه إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 1%.
الدعم جاء للدولار أيضاً من
البيانات الإيجابية التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي بداية من مؤشر مبيعات التجزئة
الأمريكي الذي ارتفع بأعلى من التوقعات إلى جانب بيانات طلبات اعانات البطالة
الأمريكية التي تراجعت لمستوى قياسية دعم مع التوقعات باستمرار مرونة الاقتصاد
الأمريكي بما يتماشى مع تصريحات أعضاء الفيدرالي.
الذهب يحقق استفادة من تراجع
معدلات الفائدة حيث تنتقل الاستثمارات خارج قطاع البنوك وأسواق السندات لصالح
الذهب، ووسط هذا التغير في توقعات الأسواق بخصوص الخفض المبكر للفائدة فقد الذهب
الكثير من الدعم ليشهد هبوط هذا الأسبوع.
انخفض الذهب إلى مستوى الدعم 2000
دولار للأونصة وهو المستوى الذي نجح السعر في التداول فوقه لـ 8 أسابيع متتالية،
ليرتد السعر إلى الارتفاع من هذا المستوى بداية من جلسة الأمس ويستكمل اليوم في
التعافي وتقليص خسائره.
انعكاس حركة سعر الذهب لأعلى جاءت
مدعومة بارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بدعم من التوترات المتزايدة في البحر
الأحمر مع استمرار العمليات العسكرية من الولايات المتحدة ضد أهداف لجماعة
الحوثيين.
بالإضافة إلى هذا تصاعدت التوترات
الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد أن شنت باكستان غارات عسكرية انتقامية داخل
الأراضي الإيرانية، بعد هجوم إيراني يوم الثلاثاء الماضي على الأراضي الباكستانية.
ساعدت هذه التوترات على العودة
الذهب إلى التماسك سريعاً والابتعاد عن منطقة المستوى 2000 دولار للأونصة الخطرة،
ليحاول اليوم تحقيق اغلاق أسبوعي إيجابي يساعده على استكمال مكاسبه الأسبوع
المقبل.