التقرير اليومي للذهب عالميا من جولد بيليون12/1/2024

المصدر : جولد بيليون

شهد الذهب العالمي ارتفاع خلال
آخر جلسات تداول هذا الأسبوع، وذلك في ظل عودة الطلب على الملاذ الآمن إلى
الارتفاع بعد تزايد التطورات في منطقة الشرق الأوسط مع تدخل عسكري من قبل الولايات
المتحدة وبريطانيا ضد جماعة الحوثي في اليمن.

ارتفع سعر الأونصة العالمية خلال
جلسة اليوم بنسبة 0.6% ليتداول الذهب الفوري وقت كتابة التقرير عند المستوى 2040
دولار للأونصة مرتفعا بمقدار 11 دولار من سعر الافتتاح، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس
وسجل أعلى مستوى في 3 جلسات عند 2045 دولار للأونصة.

الذهب قلص خسائره هذا الأسبوع
بشكل كبير وقد يستطيع أن ينهي تداولات هذا الأسبوع على ارتفاع وذلك بعد أن سجل يوم
أمس أدنى مستوى له منذ 4 أسابيع عند 2013 دولار للأونصة، ليسجل الذهب انخفاض منذ
بداية عام 2024 بنسبة 1%.

عاد تركيز الأسواق على التوترات
الجيوسياسية بعد توجيه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات ضد مواقع جماعة الحوثيين
في اليمن، وذلك بعد وقت قصير من استيلائهم على ناقلة نفط محملة بالنفط العراقي في
خليج عمان.

أدت هذه الخطوة إلى زيادة الطلب
على الذهب كملاذ آمن، بالنظر إلى أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة عادة ما تدفع
المستثمرين نحو الملاذات الأكثر تقليدية. وقد أشار مجلس الذهب العالمي في تقرير
سابق له أن الداعم الرئيسي لأسعار الذهب خلال عام 2023 كان التوترات الجيوسياسية
سواء افلاس بنك سيلكون فالي أو الحرب في غزة.

تسبب هذا في ارتفاع أسعار النفط
الخام يوم أمس بنسبة 2% واليوم استمر في الارتفاع بنسبة 1% ليسجل خام برنت أعلى
مستوى في أسبوعين عند 79.33 دولار للبرميل.

ارتفاع أسعار النفط الخام يزيد من
الضغط على أسعار الطاقة وارتفاع معدلات التضخم، لترتفع أسعار الذهب بالتبعية كتحوط
ضد التضخم، بالإضافة إلى دوره كملاذ آمن في الأسواق المالية في ظل التوترات السياسية
الحالية.

يوم أمس أعلن الاقتصاد الأمريكي
عن بيانات التضخم عن شهر ديسمبر، ليظهر مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاع بنسبة 3.4%
على المستوى السنوي مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 3.1%، ولكن المؤشر الجوهري
الذي يستثني أسعار الطعام والطاقة تراجع إلى 3.9% من القراءة السابقة 4%.

تسبب التأثير اللحظي للبيانات إلى
انخفاض الذهب يوم أمس لأدنى مستوى في شهر، بسبب توقعات تغير رهانات الأسواق بشأن
موعد بدء البنك الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة، ولكن حقيقة أن التضخم
الأساسي لا يزال يتراجع دفعت الأسواق إلى تجاهل الهبوط خاصة مع تزامن هذا مع التطورات
في منطقة الشرق الأوسط.

من جهة أخرى نجد أن رهانات
الأسواق بشأن خفض الفيدرالي للفائدة في مارس القادم ارتفعت لتضع احتمال بنسبة 68%
بعد أن كان الاحتمال بنسبة 64% قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية.

أما عن الدولار الأمريكي فقد شهد
تذبذب خلال جلسة الأمس بعد صدور بيانات التضخم ولكن في النهاية كان التأثير لا
يذكر على حركته مقابل العملات الرئيسية، وهو ما ساعد الذهب بشكل كبير على التخلص
من الضغوط السلبية وتقليص خسائره هذا الأسبوع بشكل كبير.

المتوقعات الآن تشير أن البنك
الفيدرالي الأمريكي سيبقي على أسعار الفائدة وسياسته النقدية ثابتة خلال اجتماعه
القادم يومي 30 و31 يناير. بينما تترقب الأسواق اليوم بيانات أسعار المنتجين
الأمريكية، والتي تعد مؤشر للتضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين.

بشكل عام عاد الذهب لاكتساب زخم
إيجابي كبير بعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي قد يكون
كافي لخروج السعر من منطقة التحركات العرضية التي سيطرت على الأسعار منذ أكثر من
ثلاث أسابيع.

كما تتزايد التوقعات أن يجد الذهب
الدعم من الطلب الاستثماري خلال عام 2024 وذلك بعد الأداء الضعيف للاستثمار في
الذهب خلال العام الماضي، فقد أعلنت رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) عن ارتفاع
مخزونات الذهب لديها مع نهاية شهر ديسمبر الماضي إلى 8686 طن مرتفعة بنسبة 1.2% عن
الشهر السابق لتصل قيمته إلى 576 مليار دولار، وهو أول ارتفاع في المخزونات منذ 11
شهر.

يدل هذا على عودة الأسواق إلى
زيادة الطلب الاستثماري على الذهب، الأمر الذي يعكس تقلص التدفقات النقدية الخارجة
من صناديق الاستثمار في الذهب خلال أواخر العام الماضي كما أشار تقرير مجلس الذهب
العالمي الأخير.

ولكن بشكل عام الطلب الاستثماري
على الذهب عانى بشكل كبير خلال عام 2023، فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي
الأخيرة أن عام 2023 شهد خروج استثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب
بمقدار 11 مليار دولار وهو أسوأ أداء سنوي منذ 2013.