اختتم الذهب تداولات الأسبوع
الأخير هذا العام على ارتفاع على الرغم من ضعف أحجام التداول في الأسواق بسبب موسم
العطلات، ليسجل الذهب ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي بدعم من تراجع مستويات
الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ 5 أشهر.
سجل الذهب الفوري ارتفاع خلال
الأسبوع الماضي بنسبة 0.5% ليغلق تداولات عام 2023 عند المستوى 2062 دولار للأونصة
وكان قد سجل اعلى مستوى في 3 أسابيع عند 2088 دولار للأونصة مسجلا ارتفاع للأسبوع
الثالث على التوالي.
للمرة الأولى في تاريخ الذهب
العالمي يغلق تداولات العام فوق المستوى 2060 دولار للأونصة، وهو ما يعد تغير
تاريخي في تحركات سعر الأونصة العالمية خاصة بعد تسجيلها أعلى مستوى تاريخي في 4
ديسمبر عند 2148 دولار للأونصة.
استمر الذهب في الارتفاع خلال
الأسابيع الثلاثة الماضية بدعم من توقعات الأسواق التي تشير أن البنك الفيدرالي
الأمريكي سيلجأ إلى رفع أسعار الفائدة خلال اجتماع مارس 2024. وذلك بعد أن أشار
البنك الفيدرالي في اجتماعه الأخير هذا العام إلى نيته خفض أسعار الفائدة 75 نقطة
أساس خلال العام القادم.
ضعف بيانات النمو في الولايات
المتحدة خلال الربع الثالث بالإضافة إلى تراجع معدلات التضخم وفقاً لمؤشر نفقات
الاستهلاك الشخصي الذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، زاد من ثقة
الأسواق أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض الفائدة في وقت مبكر من العام القادم.
احتمالات خفض الفائدة في مارس في
الأسواق ارتفعت إلى أكثر من 75% بعد بيانات التضخم الأمريكية، وذلك على الرغم من
تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الذين حاولوا تهدئة رد فعل الأسواق تجاه توقعات خفض
الفائدة الأمريكية.
ساعد هذا على انخفاض الدولار
الأمريكي مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، فقد انخفض مؤشر التضخم هذا الأسبوع بنسبة 0.2%
ليسجل انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي ويسجل أدنى مستوى في 5 أشهر.
من جهة أخرى شهد العائد على
السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.9%
ليسجل أدنى مستوى منذ 5 أشهر عند 3.783% مسجلاً 5 أسابيع متتالية من الهبوط، وخلال
شهر ديسمبر انخفض العائد بنسبة 10.7% بعد انخفاض آخر خلال شهر نوفمبر بنسبة 12.3%.
خلال الأسبوع الماضي صدرت بيانات
طلبات اعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأظهرت ارتفاع
بقيمة 218 ألف طلب بأعلى من التوقعات 211 ألف والقراءة السابقة 206 ألف طلب. تدل
هذه البيانات على الضعف التدريجي الذي يتخلل إلى قطاع العمالة الأمريكية، والذي
ينتج من التدهور الواضح في أداء القطاع الصناعي والعديد من القطاعات الاقتصادية
الأخرى.
مؤشر مبيعات المنازل قيد الانتظار
في الولايات المتحدة صدر يوم أمس ليشهد قراءة صفرية بنسبة 0.0% خلال شهر نوفمبر،
مقارنة مع التوقعات التي كانت مرتفعة بنسبة 0.8، بينما كانت القراءة السابقة
منخفضة بنسبة – 1.2%، الأمر الذي يدل على تراجع آخر في أداء قطاع المنازل.
حتى الآن المؤشرات عن الاقتصاد
الأمريكي تدل على استمراره في سيناريو الهبوط الناعم، والذي يعني تراجع أداء
الاقتصاد بشكل تدريجي دون السقوط في الركود الاقتصاد، ويعمل هذا على خفض معدلات
التضخم دون السقوط في الركود التضخمي.
تسببت هذه العوامل في دفع أسعار
الذهب إلى الارتفاع خلال الأسبوع الماضي وذلك على الرغم من ضعف أحجام التداول الضعيفة
في الأسواق المالية بسبب العطلات.
وجد الذهب الدعم أيضاً من مخاوف
تزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط في ظل عمليات استهداف السفن
التجارية في البحر الأحمر، والمناوشات بين الجيش الأمريكي مع مسلحون في العراق.
هناك أيضاً توقعات أن الذهب قد
يستفيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية في العام المقبل، حيث تبدأ
الاقتصادات الكبرى في الاحساس بآثار السياسة النقدية المتشددة التي طبقتها خلال
العامين الأخيرين بسبب محاربة التضخم.
الذهب يحقق استفادة كبيرة في
أوقات ضعف النمو والركود الاقتصادي، وحتى إذا استطاع الاقتصاد الأمريكي اختبار
هبوط ناعم وعدم السقوط في الركود الاقتصادي فسيجد الذهب الدعم من تدهور
الاقتصاديات الأخرى.
أسعار الذهب استقرت فوق المستوى
2000 دولار للأونصة للأسبوع الخامس على التوالي، كما استطاعت الأسعار أن تتخطى
المستوى 2050 دولار للأونصة خلال هذا الأسبوع وهو الحد العلوي للمنطقة السعرية بين
2000 – 2050 دولار للأونصة، والتي مثلت قاعدة سعرية استوعبت أسعار الذهب خلال
الثلاث أسابيع الأخيرة، الأمر الذي يؤهل الذهب لمزيد من المكاسب خلال الفترة
القادمة.
أسعار الذهب فشلت حتى الآن في
تسجيل اغلاق يومي فوق المستوى 2080 دولار للأونصة، والذي يمثل المقاومة الأساسية
للسعر حالياً، والاختراق الناجح لهذا المستوى والاغلاق فوقه يفتح الطريق إلى
المستهدف عند 2100 دولار للأونصة.
قد نشهد تصحيح سلبي لسعر الذهب
بهدف تجميع زخم صاعد يتيح للذهب اختراق مستوى المقاومة 2080 دولار، وقد يمتد هذا
التصحيح إلى المستوى 2050 دولار وإذا تم كسر هذا المستوى يفتح الطريق إلى المستوى
2015 دولار للأونصة.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر
ارتفاع في كل من عقود بيع وشراء الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين
المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع
المنتهي في 26 ديسمبر، ارتفاع الطلب على عقود شراء الذهب بمقدار 8871 عقد مقارنة
مع التقرير السابق، كما ارتفعت عقود بيع الذهب بمقدار 2492 عقد مقارنة مع التقرير
السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن
تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر ارتفاع كل من عقود البيع والشراء على
الذهب الأمر الذي يعني عدم استقرار الأسواق وعدم وضوح الاتجاه حالياً بسبب فترات
الأعياد والعطلات حالياً.
قد تبدأ أسواق العقود المستقبلية
للذهب في الوضوح خلال الفترة القادمة بعد عودة الأسواق إلى كامل طاقتها الأمر الذي
يوضح الصورة في الأسواق المالية بشكل أكبر.