ارتفعت أسعار الذهب العالمي مع
عودة التداولات بعد عطلة عيد الميلاد لترتفع أسعار الذهب بالرغم من أحجام التداول
الضعيفة وتخرج من نطاق التداول الذي سيطر على تحركات الذهب خلال معظم فترات شهر
ديسمبر، وذلك في ظل التوقعات بخفض الفائدة بشكل مبكر في الولايات المتحدة
الأمريكية.
سجل الذهب الفوري ارتفاع خلال
جلسة اليوم الثلاثاء بنسبة 0.4% ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2061 دولار
للأونصة مسجلاً أعلى مستوى اليوم عند 2065 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن سجل
أعلى مستوياته في أسبوعين يوم الجمعة الماضية عند 2070 دولار للأونصة.
شهد الذهب سلسلة من المكاسب بعد
البيانات الضعيفة التي صدرت عن الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بتقلص نمو
الربع الثالث بأقل من التوقعات، بالإضافة إلى تباطؤ معدلات التضخم، الأمر الذي زاد
من توقعات الأسواق باقتراب قرار خفض الفائدة خلال عام 2024.
مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي
يعد مؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالي الأمريكي، اظهر خلال شهر نوفمبر تراجع إلى
2.6% من القراءة السابقة 2.9% على المستوى السنوي، بينما أظهر المؤشر الجوهري
السنوي الذي يستثنى عوامل التذبذب تراجع إلى 3.2% من 3.4%.
تأتي يأتي هذا التراجع في التضخم
بعد إشارات حذرة من البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه الأخير لعام 2023، لتعزز
الآمال في أن البنك الفيدرالي يمكن أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة بحلول مارس 2024.
عمل هذا على دعم أسعار الذهب بشكل
كبير نظراً لأن أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في
المعدن النفيس.
احتمالات خفض الفائدة في مارس في
الأسواق ارتفعت إلى أكثر من 75% بعد بيانات التضخم الأمريكية، وذلك على الرغم من
تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الذين حاولوا تهدئة رد فعل الأسواق تجاه توقعات خفض
الفائدة الأمريكية خلال الأسبوع المنتهي.
بالإضافة إلى هذا انخفض مؤشر
الدولار الأمريكي ليسجل أدنى مستوياته منذ 5 أشهر نهاية الأسبوع الماضي، ليستكمل
انخفاض اليوم بنسبة 0.1% الأمر الذي يزيد من دعم أسعار الذهب في ظل العلاقة
العكسية التي تربطه مع الدولار.
أما عن العائد على السندات
الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد انخفض اليوم بنسبة 0.5% بالقرب من أدنى
مستوى في 5 أشهر الذي سجله الأسبوع عند 3.831% ليسجل انخفاض على المستوى الأسبوعي
بنسبة 0.3% في انخفاض للأسبوع الرابع على التوالي، بينما منذ بداية شهر ديسمبر
انخفض العائد بنسبة 9.8%.
استطاع الذهب أن يخرج من نطاق
التداول الذي يتراوح بين 2000 دولار إلى 2050 دولار للأونصة وهو النطاق الذي سيطر
على تداولات الذهب خلال معظم فترات شهر ديسمبر، ليقترب الآن من مستهدفه عند
المستوى 2100 دولار للأونصة، ولكن يظل بعيدًا عن أعلى مستوى قياسي سجله بداية هذا
الشهر عند 2148 دولار للأونصة.
وجد الذهب الدعم أيضاً من مخاوف
تزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط في ظل عمليات استهداف السفن
التجارية في البحر الأحمر، والمناوشات بين الجيش الأمريكي مع مسلحون في العراق.
هناك أيضاً توقعات أن الذهب قد
يستفيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية في العام المقبل، حيث تبدأ
الاقتصادات الكبرى في الاحساس بآثار السياسة النقدية المتشددة التي طبقتها خلال
العامين الأخيرين بسبب محاربة التضخم.
الذهب يحقق استفادة كبيرة في
أوقات ضعف النمو والركود الاقتصادي، وحتى إذا استطاع الاقتصاد الأمريكي اختبار
هبوط ناعم وعدم السقوط في الركود الاقتصادي فسيجد الذهب الدعم من تدهور
الاقتصاديات الأخرى.