استطاع الذهب أن يسجل ارتفاع
للأسبوع الثاني على التوالي وأن يغلق تداولات الأسبوع فوق المستوى 2000 دولار
للأونصة، وذلك بعد أن وجد الدعم من ضعف مستويات الدولار والتوقعات المتزايدة أن
الفيدرالي الأمريكي قد انتهى من دورة رفع الفائدة في ظل البيانات الاقتصادية الضعيفة
التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي.
ارتفع الذهب الفوري خلال الأسبوع
الماضي بنسبة 1.1% ليسجل مكاسب بمقدار 22 دولار ليغلق عند المستوى 2002 دولار
للأونصة بعد أن سجل اعلى مستوى خلال الأسبوع عند 2007 دولار للأونصة.
استطاع الذهب ان يسجل ارتفاع
للأسبوع الثاني على التوالي وسجل اعلى مستوياته في 3 أسابيع عند 2007 دولار
للأونصة، ولكن يتبقى عليه اختراق مستوى المقاومة 2010 دولار للأونصة حتى يتثنى له
أن يستكمل الصعود ويحقق مستهدفاته عند 2050 ومن بعده قمته التاريخية 2080 دولار
للأونصة.
يوم أمس الجمعة صدرت بيانات ضعيفة
عن القطاع الصناعي الأمريكي، حيث أظهر مؤشر مدراء المشتريات عن القطاع الصناعي
انكماش القطاع بنسبة 49.4 بأقل من القراءة السابقة 50 والتوقعات عند 49.9، حيث
يمثل المستوى 50 في قراءة المؤشر الحد الفاصل بين النمو والانكماش.
ساهمت هذه البيانات في زيادة التوقعات
ان التباطؤ مستمر في الاقتصاد الأمريكي وأن البنك الفيدرالي قد انتهى من دورة رفع
أسعار الفائدة، وأن التحرك القادم في أسعار الفائدة سيكون نحو الهبوط في مستويات
الفائدة.
تشير التوقعات في الأسواق الآن
إلى احتمال يقترب من 95% أن البنك الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة ثابتة خلال
اجتماعه القادم في ديسمبر، بينما تشير التوقعات إلى احتمال بنسبة 39.7% أن البنك
سيقوم بخفض أسعار الفائدة ربع درجة مئوية في اجتماع مايو 2024.
البيانات الضعيفة وتوقعات الأسواق
ساهمت بشكل رئيسي في انخفاض مستويات الدولار الأمريكي للأسبوع الثاني على التوالي
وفقاً لمؤشر الدولار، حيث انخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.5% وسجل أدنى مستوى
في ثلاث أشهر.
أما عن العائد على السندات
الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد سجل أدنى مستوى في شهرين عند 4.363% خلال
الأسبوع الماضي قبل أن يتعافى العائد بشكل طفيف ويغلق الأسبوع عند المستوى 4.472%.
يذكر ان انخفاض العائد على
السندات يدفع الذهب إلى الارتفاع بسبب انخفاض تكلفة الفرصة البديلة بالنسبة للذهب الذي
يعد أصل لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات.
خلال الأسبوع الماضي صدر محضر
اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي ليظهر تمسك أعضاء البنك بسياسة التشديد النقدي
والاستعداد لرفع الفائدة مرة إضافية عند الحاجة لذلك، ولكنه أظهر المزيد من الحذر.
وقد ساعد هذا الدولار على وقف الانهيار الذي
يشهده منذ الأسبوع السابق بعد بيانات التضخم الضعيفة عن الاقتصاد الأمريكي التي
دفعت الأسواق إلى توقع انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة وتوقع بداية خفض الفائدة من
قبل الفيدرالي في النصف الأول من 2024.
بعد محضر اجتماع الفيدرالي وتمسك
أعضاء البنك بالتشديد النقدي حتى وصول التضخم لمستهدف البنك 2%، قلل المستثمرين من
عمليات بيع الدولار ليتوقف عن الهبوط ولكن مستمر في التداول بالقرب من أدنى
مستوياته في 3 أشهر.
وجد الدولار بعض الدعم أيضاً من بيانات
طلبات اعانات البطالة الأمريكية التي شهدت تراجع غير متوقع إلى 209 ألف بعد أن
كانت القراءة السابقة عند 233 ألف والتوقعات عند 226 ألف.
إلى جانب هذا ارتفع مؤشر ثقة
المستهلكين الأمريكي إلى المستوى 61.3 بأعلى من التوقعات 61.1 والقراءة السابقة
60.4. لتساهم هذه البيانات الإيجابية في دفع الدولار إلى بعض التعافي حيث يستمر
الاقتصاد الأمريكي في اظهار مرونة كافية يمكنها أن تؤثر على توقعات خفض الفائدة
التي وضعتها الأسواق خلال النصف الأول من العام القادم.
ولكن ما حدث أن البيانات لم تغير
وجهة نظر الأسواق التي ترى أن التباطؤ مستمر في أداء قطاع التوظيف في الولايات
المتحدة وبالتالي سيعمل هذا على دفع البنك إلى التوقف عن رفع الفائدة مجدداً.
هناك انفصال بين توقعات الأسواق لمستقبل
أسعار الفائدة وما أظهره محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، وهذا ما يسبب بعض
التردد في سعر الذهب.
ولكن مع نهاية الأسبوع والبيانات
الصناعية الضعيفة عن الولايات المتحدة استطاع الذهب أن يغلق تداولات الأسبوع فوق
المستوى الهام 2000 دولار للأونصة.
الذهب يجد المزيد من الدعم من
الطلب الفعلي في آسيا
سجلت مبيعات المجوهرات في الصين
ارتفاع بنسبة 12.2% منذ بداية العام وحتى نهاية شهر سبتمبر لتصل إلى 34.4 مليار
دولار متضمنة مبيعات الذهب والفضة والمجوهرات الأخرى، ليكون أعلى من متوسط إجمالي
مبيعات الذهب في الصين عند 6.8%.
وكان الطلب المحلي الصيني على
الذهب قوياً للغاية طوال عام 2023، وكان له تأثير كبير على أسواق المعادن الثمينة
في البلاد. شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاع أسعار الذهب المحلية في الصين أعلى بكثير
من الأسعار الفورية الدولية، حيث طالب الأثرياء والطبقة المتوسطة في البلاد بتأمين
قيمة مدخراتهم في ظل مخاوف من ضعف معدلات النمو وتراجع القيمة الشرائية للعملة.
هذا وقد ارتفعت صادرات الذهب
السويسرية في أكتوبر إلى أعلى مستوى لها منذ مايو مع ارتفاع الشحنات إلى الهند
لتلبية الطلب خلال موسم الأعياد في البلاد حسبما أظهرت بيانات الجمارك.
أما عن مجلس الذهب العالمي فقد
أعلن عن ارتفاع صافي الطلب على الذهب من قبل صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب
بمقدار 11.5 طن ذهب وذلك خلال الأسبوع المنتهي في 17 نوفمبر، حيث أضافت صناديق
الذهب في أمريكا الشمالية ما مقداره 13.1 طن ذهب لتشهد ارتفاع في الطلب للأسبوع
الثالث على التوالي.
من جهة أخرى أضافت صناديق
الاستثمار في المنطقة الأسيوية 1.2 طن ذهب بينما صناديق الاستثمار في المنطقة الأوروبي
أظهرت انخفاض بمقدار 2.8 طن ذهب.
في عام 2022 اشترت البنوك
المركزية ذهب بشكل قياسي بلغ 1136 طن وفقاً لمجلس الذهب العالمي، ومنذ بداية عام
2023 قامت البنوك بشراء 800 طن من الذهب في الأرباع الثلاثة الأولى من العام، لذا فمن
المحتمل أن ينتهي هذا العام بتسجيل مستوى قياسي آخر في مشتريات البنوك المركزية
للذهب للعام الثاني على التوالي.
الجدير بالذكر أن مشتريات البنوك
المركزية من الذهب قد وضعت أرض صلبة لأسعار الذهب، مما منع الأسعار من التراجع
بشكل حاد في فترات ارتفاع الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
على مدى السنوات الست الماضية
سجلت أسعار الذهب مكاسب قوية خلال شهر ديسمبر، لتسجل أداء يتراوح بين 2.2% في عام
2017 و6.8% في عام 2020. وإذا استطاع الذهب اختراق مستوى المقاومة 2010 دولار
للأونصة سيؤدي هذا إلى حركات شراء متتالية بسبب الخوف من تضييع الفرصة في الأسواق،
وبالتالي نشهد أداء قياسي للذهب خلال شهر ديسمبر.