ارتفع الذهب إلى أعلى مستوياته
منذ أكثر من أسبوعين حيث وجد الدعم من ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد السندات
الحكومية الأمريكية، بينما تترقب الأسواق محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي
يصدر اليوم في محاولة لمعرفة المزيد الإشارات عن مستقبل السياسة النقدية للبنك
الفيدرالي.
سجل الذهب الفوري ارتفاع خلال
جلسة اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من أسبوعين عند 1994 دولار
للأونصة ويتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1989 دولار للأونصة وبذلك يكون
ارتفع الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.3%.
عودة الذهب إلى الارتفاع اليوم
بعد جلستين من التذبذب والتراجع يأتي على حساب ضعف مستويات الدولار الأمريكي
بالإضافة إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، الأمر الذي ساعد الذهب على
العودة إلى تحقيق المكاسب.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه
مقابل سلة من 6 عملات رئيسية انخفض اليوم ليسجل أدنى مستوى منذ قرابة 3 أشهر،
ليسجل بذلك انخفاض منذ بداية تداولات الأسبوع بنسبة 0.5% في طريقه إلى تسجيل
انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.
بداية الهبوط بالنسبة لمستويات
الدولار وعوائد السندات كانت من الأسبوع الماضي بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية
التي جاءت أقل من التوقعات والتي عملت على زيادة التوقعات أن البنك الفيدرالي قد
انتهى من دورة رفع أسعار الفائدة وبدأت الأسواق تضع توقعات لخفض أسعار الفائدة
خلال العام القادم.
التوقعات وصلت إلى 100% أن البنك
الفيدرالي سيقوم بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم في ديسمبر، وتضع احتمال
بنسبة تزيد عند 50% أن يقوم البنك بخفض 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في شهر مايو
القادم.
ساعدت هذه التوقعات على دفع عوائد
السندات لأجل 10 سنوات إلى الانخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.6% لتسجل أدنى
مستوى منذ أسبوعين عند 4.381%، ومنذ بداية الأسبوع الجاري انخفضت العوائد بنسبة
0.6%.
تراجع الدولار وعوائد السندات تدعم
ارتفاع الذهب بشكل مباشر كون الاستثمارات تخرج من الدولار وأسواق السندات لصالح
أسواق الذهب. ولكن الفترة الحالية تشهد إقبال كبير في الأسواق المالية على
الاستثمارات مرتفعة المخاطر مثل الأسهم الأمريكية.
ارتفع مؤشر S&P500 للأسهم
الأمريكية منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.7% ليسجل اعلى مستوى منذ 3 أشهر، في طريقه
لتسجيل ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي، وهو الأمر الذي يقلل من الطلب على
الذهب الذي يشهد انتعاش في أوقات البحث عن الملاذ الآمن.
ويعد هذا السبب الرئيسي وراء عدم
قدرة الذهب على الارتفاع واختراق المستوى 2000 دولار للأونصة والاستقرار فوقه
ليستمر في الارتفاع وتسجيل مستهدفات الصعود عند 2020 و2050 والقمة التاريخية للذهب
عند 2080 دولار للأونصة.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم صدور محضر
اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير الذي شهد تثبيت الفائدة عند نطاق 5.25% –
5.50%، حيث تبحث الأسواق عن المزيد من الأدلة عن مستقبل السياسة النقدية للبنك
الفيدرالي بعد تغير بيانات التضخم والتباطؤ الذي يظهر بشكل تدريجي في أداء
الاقتصاد الأمريكي.
محضر اجتماع الفيدرالي من شأنه أن
يغير مستويات الدولار الأمريكي وبالتالي يؤثر على تحركات الذهب في السوق العالمي، ولكن
قد يواجه الذهب صعوبة في اختراق المستوى 2000 دولار للأونصة بسبب حاجته إلى مزيد
من التحفيز؟
ولكن قد يشهد الذهب بعض التماسك
في ظل عودة التدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بعد أن تغيرت نظرة
الأسواق بالنسبة لمستقبل الفائدة الأمريكية وبالتالي تراجع الطلب على أسواق
السندات الحكومية.
هذا وقد ارتفعت حيازات صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صندوق متداول مدعوم بالذهب في العالم، بنسبة 1.49٪ إلى
883.43 طنًا يوم الجمعة الماضية لتصل إجمالي الاستثمارات في الصندوق إلى 54.8
مليار دولار، وبذلك يكون أداء الصندوق منذ بداية العام وحتى الآن ارتفع بنسبة
8.3%.