عادت أسعار الذهب العالمي إلى الارتفاع من جديد خلال تداولات اليوم بعد أن شهدت تراجع طفيف يوم أمس، ليظل الذهب يتداول في نطاق ضيق بالقرب من أعلى مستويات تاريخية سجلها، يأتي هذا مع انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية التي تعد أبرز الأحداث المنتظر صدورها هذا الأسبوع.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بنسبة 0.4% لتسجل أعلى مستوى منذ 17 يوليو الماضي عند 2478 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2466 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2475 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2466 دولار للأونصة.
تنتظر الأسواق المالية صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين اليوم عن الاقتصاد الأمريكي وهو المؤشر الذي يعد مقياس التضخم الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتشير التوقعات إلى استمرار تراجع التضخم خلال شهر يوليو، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرص قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر القادم.
أظهرت البيانات يوم الثلاثاء أن مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة الذي يقيس التضخم من وجهة نظر الشركات والمنتجين قد ارتفعت بأقل من المتوقع في يوليو، مما عزز وجهة نظر السوق بأن تباطؤ التضخم سيسمح للبنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة قريبًا.
تشع الأسواق حالياً احتمال بنسبة 54% أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر بمقدار 50 نقطة أساس، بينما يصل الاحتمال إلى 100% أن يخفض الفائدة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوسيك إنه يريد رؤية “مزيد من البيانات” قبل أن يكون مستعدًا لدعم خفض أسعار الفائدة.
أسعار الذهب شهدت ارتفاع كبير يوم الاثنين الماضي مع بداية تداولات الأسبوع لتعوض الخسائر التي تكبدتها الأسبوع الماضي، ثم استقر الذهب في تداولات يومي الثلاثاء والأربعاء استعداداً لتقبل بيانات التضخم اليوم.
تراجع معدلات التضخم اليوم قد يعمل على دعم أسعار الذهب ودفعه إلى تسجيل مستوى تاريخي جديد متخطياً أعلى قمة تاريخية عند 2483 دولار للأونصة، مما قد يوصله إلى المستوى النفسي 2500 دولار للأونصة.
ولكن إذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع قد يعمل هذا على انخفاض كبير في سعر الذهب لأن هذا يعني أن البنك الفيدرالي قد لا يلجأ إلى خفض الفائدة في سبتمبر ويفضل تأجيل القرار، وفي حالة تحقق هذا السيناريو قد نرى الذهب يعود إلى التراجع ويكسر المستوى 2400 دولار للأونصة.
خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي يعد أمر إيجابي بالنسبة لأسعار الذهب وذلك بسبب تراجع تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى يجد الذهب الدعم من المستمر من استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، كون الذهب يعد ملاذ آمن وتحوط ضد التضخم، حيث تستمر مشتريات الذهب تحوطا من حدوث ضربة انتقامية من إيران بشكل قد يوسع من رقعة الحرب، ولكن في حال عدم حدوث هذا قد نشهد عمليات بيع على الذهب لصالح الاستثمارات الخطرة.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض في التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 9 أغسطس، ليشهد خروج تدفقات بمقدار – 6.3 طن من الذهب.
يعد هذا أول أسبوع يشهد صافي تدفقات نقدية خارجة من صناديق الاستثمار بعد 7 أسابيع متتالية من التدفقات الإيجابية التي تدخل إلى الصناديق، الأمر الذي يعكس تغير في توجهات الأسواق خلال الفترة الأخيرة التي شهدت موجة من الخوف وعزوف المستثمرين عن المخاطر خلال الأسبوع الماضي.