تراجعت أسعار الذهب العالمي بشكل محدود خلال تداولات اليوم الاثنين وذلك بسبب عمليات جني الأرباح بعد الارتفاع التاريخي الذي سجله الذهب يوم الجمعة الماضية، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الشهر القادم، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.2% لتسجل أدنى مستوى عند 2495 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2506 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2503 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم الجمعة إلى أعلى مستوى تاريخي عند 2509 دولار للأونصة، ليغلق المعدن النفيس تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2500 دولار، ويكون الذهب ارتفع بهذا منذ بداية العام بنسبة تتخطى 20%.
حماس الأسواق وتزايد توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه القادم في سبتمبر تسبب في دعم أسعار الذهب بشكل كبير، ليتمكن نهاية الأسبوع الماضي من الوصول إلى المستوى المحوري الجديد 2500 دولار للأونصة الذي يحاول اختراقه من فترة طويلة.
أيضاً ارتفاع الطلب على الذهب يوم الجمعة كملاذ آمن تحسباً لأية تطورات قد تحدث خلال فترة عطلة نهاية الأسبوع ساعد على ارتفاع الذهب يوم الجمعة بنسبة 2.1% وهو أكبر ارتفاع يومي منذ 13 ديسمبر 2023.
الأسبوع الماضي شهد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت ارتفاع محدود بالإضافة إلى بيانات مبيعات التجزئة وطلبات اعانات البطالة الأمريكية التي أظهرت تحسن ساعد على تقليل مخاوف الأسواق بشأن الركود في الاقتصاد الأمريكي والذي كان السبب وراء موجة بيع قوية في الأسواق المالية خلال الفترة الأخيرة.
كما ساهم تحسن هذه البيانات أيضاً في تقلص توقعات خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل البنك الفيدرالي في سبتمبر القادم، حيث تسعر الأسواق الآن احتمال بنسبة 75% أن يخفض البنك الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، واحتمال آخر بنسبة 25% أن يخفض البنك 50 نقطة وأساس، وقد تراجع الاحتمال الأخيرة من 50%.
التركيز هذا الأسبوع سيكون مع محضر اجتماع البنك الفيدرالي الذي يصدر يوم الأربعاء القادم، والذي سيظهر آراء أعضاء البنك الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة ووضع النمو والاقتصاد، وتوقعات بشأن تصويتهم على قرار الفائدة القادم.
والجدير بالذكر أن رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس ألبرتو موساليم ورئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوسيك، اللذين كانا حذرين في السابق بشأن خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة، يميلان الآن إلى دعم خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. وقد غذى هذا التحول الاتجاه الصاعد في سوق الذهب.
بالإضافة إلى هذا تتابع الأسواق حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية يوم الجمعة القادمة، حيث ستراقب الأسواق نبرة باول في الحديث عن مستقبل أسعار الفائدة ومدى تحقيق البنك الفيدرالي لهدفه في النمو.
في الصين تلقت العديد من البنوك حصص استيراد جديدة من الذهب من البنك المركزي الصيني في أغسطس الجاري، مما يشير إلى انتعاش متوقع في الطلب على الرغم من ارتفاع الأسعار. ويأتي هذا بعد توقف دام شهرين في الحصص الجديدة بسبب تباطؤ الطلب المادي على الذهب بسبب ارتفاع الأسعار.
يأتي هذا بعد أن امتنع البنك المركزي الصيني عن إضافة المزيد من الذهب إلى احتياطاته للشهر الثالث على التوالي في يوليو، ليحافظ على حيازاته عند 72.8 مليون أونصة.
وفي الهند اضطر تجار الذهب إلى تقديم خصومات تصل إلى 3 دولارات للأونصة بسبب ارتفاع الأسعار الأخير، الأمر الذي أدى إلى تقليص مشتريات التجزئة. وكان هذا تغييراً كبيراً مقارنة مع الأسبوع السابق عندما تم تقديم علاوة قدرها 9 دولارات. ولوحظت اتجاهات مماثلة في أسواق آسيوية رئيسية أخرى مع تقديم خصومات في الصين وسنغافورة واليابان.