أنهى الذهب العالمي تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض بعد أن جاءت بيانات التضخم الأمريكية وفق التوقعات، ليتعافى الدولار الأمريكي والعائد على السندات الحكومية الأمر الذي أجبر الذهب على التراجع بعد أسبوعين سابقين من المكاسب.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.4% ليغلق تداولات الأسبوع عند 2503 دولار للأونصة بعد أن سجل أعلى مستوى عند 2529 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2493 دولار للأونصة.
بالرغم من هذا استطاع الذهب خلال شهر أغسطس أن يرتفع بنسبة 2.3% ليسجل ارتفاع للشهر الثاني على التوالي بالإضافة إلى تسجيله أعلى مستوى تاريخي عند 2531 دولار للأونصة في 20 أغسطس.
يوم أمس الجمعة انخفض سعر الذهب بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى عند 2494 دولار للأونصة وذلك بعد أن صدرت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة خلال شهر يوليو لتظهر ارتفاع بنسبة 0.2% ليوافق التوقعات من بأعلى من القراءة السابقة 0.1%، بينما جاءت القراءة السنوية والقراءة الجوهرية دون تغير عن القراءة السابقة.
مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي، والقراءة الأخيرة تؤكد على أن التضخم لا يزال متواجد في الاقتصاد الأمريكي وهو ما قلص من توقعات الأسواق أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يخفض أسعار الفائدة بشكل كبير في اجتماع سبتمبر القادم.
بالإضافة إلى هذا التقييم الثاني للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثاني الذي يعد مقياس النمو في الولايات المتحدة الأمريكية أظهر تحسن النمو بنسبة 3% مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 2.8%، الأمر الذي قلل من مخاوف الأسواق فيما يتعلق بسقوط الاقتصاد الأمريكي في الركود الاقتصادي.
ساعد هذا على ارتفاع مستويات الدولار خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% لينهي سلسلة من 5 أسابيع متتالية من الهبوط، بالرغم من تسجيله أدنى مستوى منذ 13 شهر خلال الأسبوع الماضي، هذا بالإضافة إلى ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 2.8% الأمر الذي أثر بالسلب على أداء الذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع كل من الدولار وعوائد السندات.
الأسواق تضع الآن تسعير بنسبة 70% أن البنك الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر القادم، بالإضافة إلى احتمال آخر بنسبة 30% أن يقوم البنك بخفض الفائدة 50 نقطة أساس.
الأسبوع القادم ستصدر بيانات تقرير الوظائف الأمريكي والذي يعد أحد أهم البيانات التي تصدر قبل اجتماع البنك الفيدرالي القادم في سبتمبر، والذي سيساهم في قرار البنك الفيدرالي فيما يخص أسعار الفائدة.
أعلن مجلس الذهب العالمي عن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس، ليظهر ارتفاع التدفقات بمقدار 8 طن من الذهب لتتبع ارتفاع آخر خلال الأسبوع السابق بمقدار 8.8 طن ذهب.
بينما أظهرت البيانات أن صافي واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج في يوليو قد ارتفع بنحو 17% عن الشهر السابق، وهو أول ارتفاع منذ مارس الماضي ما يعكس عودة الطلب إلى التعافي في الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم.
ظل الطلب المادي على الذهب ضعيفًا من كبار المستهلكين الآسيويين حيث فشلت حصص الاستيراد الجديدة في رفع الطلب الصيني.
هذا بالإضافة إلى تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 27 اغسطس، ليظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 12221 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 15413 عقد.