انخفض سعر الذهب العالمي للجلسة الرابعة على التوالي ليدخل في تصحيح سلبي ويبتعد عن المستوى 2500 دولار للأونصة الذي حاول الاستقرار فوقه لفترة من الوقت، يأتي هذا في ظل رغبة الأسواق في التصحيح من أجل تجميع الزخم الكافي لأسعار الذهب قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية هذا الأسبوع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم الأربعاء بنسبة 0.7% لتسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين تقريباً عند 2471 دولار للأونصة لتتداول حالياً عند 2474 دولار للأونصة وكانت قد افتتحت تداولات اليوم عند المستوى 2492 دولار للأونصة.
يوم أمس انخفض سعر الذهب بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 2473 دولار للأونصة، ليكسر الذهب بهذا خط اتجاه صاعد قصير الأجل الأمر الذي زاد من هبوط السعر ليستهدف حالياً المستوى 2470 دولار للأونصة.
السبب الرئيسي وراء تراجع سعر الذهب العالمي هو الرغبة في التصحيح السلبي بعد ارتفاعات متتالية للذهب وتسجيله أعلى مستوى تاريخي خلال الشهر الماضي عند 2531 دولار للأونصة دون الدخول في تصحيح سلبي واضح.
من جهة أخرى استقر الدولار الأمريكي الذي يتداول في نطاق عرضي ضيق بالقرب من أعلى مستوى له منذ أسبوعين، وذلك بسبب التوقعات الإيجابية لتقرير الوظائف الحكومي الأمريكي المتوقع صدوره نهاية هذا الأسبوع.
أيضاً صدر يوم أمس مؤشر لأداء القطاع الصناعي الأمريكي عن شهر أغسطس ليظهر تقلص انكماش القطاع الصناعي بشكل معتدل الأمر الذي كان له تأثير إيجابي على الأسواق ونتج عنه المزيد من التخلي عن استثمارات الملاذ الآمن مثل الذهب، لأن البيانات تظهر قدرة الاقتصاد الأمريكي على تجنب الركود الاقتصادي.
بيانات الوظائف الأمريكية هذا الأسبوع ستكون محور اهتمام الأسواق، وذلك بعد أن أشار رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أن الوقت قد حان لتغيير السياسة النقدية وأن البنك لا يرغب في رؤية ضعف في الوظائف الجديدة.
هذا وقد أكد بنك أوف أميركا يوم الثلاثاء على وجهة نظره وتوقعاته بأن أسعار الذهب قد تصل إلى 3000 دولار للأونصة العام المقبل. ليحافظ البنك على توقعاته التي أعلنها أواخر العام الماضي 2023.
ومع ارتفاع أسعار الذهب بالفعل بنسبة 21٪ حتى الآن، يبدو أن المعدن الثمين في طريقه لتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2025 من وجهة نظر البنك.
يرى البنك إن ارتفاع التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة ماديًا بالذهب وزيادة أحجام المقاصة في رابطة سوق السبائك في لندن (LBMA) من المؤشرات المبكرة لقوة الاتجاه الصاعد للذهب. علاوة على ذلك فإن عمليات الشراء الجارية من جانب البنوك المركزية أمر بالغ الأهمية، حيث قد تؤدي الجهود المبذولة لتقليص حصة الدولار الأمريكي في احتياطيات النقد الأجنبي إلى المزيد من الشراء للذهب.
أعلن مجلس الذهب العالمي عن تضاعف عمليات الشراء الصافية من قبل البنوك المركزية للذهب لتصل إلى 37 طنًا في يوليو بينما وصل إجمالي المشتريات إلى 45 طن، وفي المجمل أضافت سبعة بنوك مركزية الذهب (طن أو أكثر) إلى احتياطاتها في يوليو، بينما خفض بنك مركزي واحد فقط حيازاته من الذهب.
كان البنك المركزي البولندي أكبر مشتري مضيفًا 14 طن، وهي أكبر زيادة شهرية له منذ نوفمبر 2023. رفع هذا الشراء حيازاته من الذهب إلى 392 طن أو 15٪ من إجمالي الاحتياطيات. حيث كانت بولندا في موجة شراء للذهب منذ أبريل، حيث جمعت 33 طنًا على مدى الأشهر الأربعة الماضية.