استقرت أسعار الذهب اليوم الخميس بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية التي سجلتها يوم أمس، وذلك وسط توقعات بخفض كبير آخر لأسعار الفائدة الأميركية هذا العام، لتكون حركة الذهب محدودة قبل تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم بنسبة 0.2% ليسجل اعلى مستوى عند 2664 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2657 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2663 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجل سعر الذهب يوم أمس أعلى مستوى تاريخي عند 2670 دولار للأونصة.
استطاع الذهب منذ بداية شهر سبتمبر الارتفاع بنسبة 6.4% في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للشهر الثالث على التوالي، وذلك بعد أن سجل الذهب ارتفاع منذ بداية العام بنسبة 29%.
شهد الدولار الأمريكي ارتداد لأعلى خلال جلسة الأمس حيث ارتفع بنسبة 0.6% الأمر الذي ساعد على الحد من استمرار الذهب في تسجيل المستويات التاريخية، هذا بالإضافة انتظار الأسواق لحافظ جديد في الأسواق لمعرفة الحركة القادمة للذهب بعد أن ضعف زخم الصعود بعد سلسلة من المكاسب دون الدخول في تصحيح سلبي حتى الآن.
اليوم يصدر عدد من البيانات الهامة عن الاقتصاد الأمريكي حيث يصدر التقييم الأخير لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثاني في الولايات المتحدة بالإضافة إلى بيانات اعانات البطالة الأسبوعية التي تقيس أداء قطاع العمالة الأمريكي بشكل اسبوعي.
التركيز اليوم في الأسواق سيكون مع تصريحات رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول وعدد من أعضاء البنك الفيدرالي، حيث تترقب الأسواق تصريحاتهم في محاولة لمعرفة مستقبل السياسة النقدية الأمريكية ومدى نية البنك الفيدرالي للاستمرار في عمليات خفض أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.
شهد الأسبوع الماضي قرار خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، حيث يرى المتداولون الآن فرصة بنسبة 62% لخفض إضافي بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماع البنك في نوفمبر القادم.
تغيير السياسة النقدية للبنك الفيدرالي لتدعم النمو وقطاع العمالة بدلا من محاربة التضخم، وبداية سلسلة من خفض أسعار الفائدة عملت على حدوث تغيرات في حركة رؤوس الأموال بشكل عالمي.
فقد تخلت رؤوس الأموال عن أسواق السندات الحكومية الأمريكية بعد تراجع الفائدة الأسبوع الماضي، والتوقعات بالمزيد من خفض الفائدة خلال الفترة القادمة، ليتجه جزء كبير من الأموال إلى أسواق الذهب الذي يلعب دور الاستثمار الآمن.
أيضاً تراجعت ثقة الأسواق العالمية في الدولار الأمريكي منذ الحرب الروسية الأوكرانية واستخدام الولايات المتحدة الدولار كسلاح، الأمر الذي دفع العديد من البنوك المركزية حول العالم إلى تنويع احتياطاتها من النقد الأجنبي بعيداً عن الدولار ليصب الأمر في النهاية لصالح الذهب.
التوقعات لا تزال إيجابية بالنسبة لأسعار الذهب خلال الفترة القادمة وتضع المؤسسات العالمية توقعات لأن يصل السعر إلى المستوى 2700 دولار للأونصة بحلول نهاية العام الجاري 2024، وذلك وسط تزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتي تزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.