تراجع سعر الذهب العالمي بشكل معتدل خلال جلسة اليوم وذلك بعد أن سجل مستوى تاريخي يوم أمس، ليقبل الذهب على تسجيل ارتفاع أسبوعي للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك في ظل التوقعات المتزايدة بخفض آخر كبير لأسعار الفائدة الأميركية هذا العام، مع انتظار الأسواق لتقرير التضخم المفضل للبنك الفيدرالي هذا العام.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى عند 2661 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2672 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2663 دولار للأونصة.
التراجع الحالي في أسعار الذهب يأتي بعد أن ارتفع يوم أمس وسجل مستوى تاريخي عند 2685 دولار للأونصة ليقبل المعدن النفيس على تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 1.6% وهو ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي وبذلك يكون ارتفع الذهب منذ بداية شهر سبتمبر بنسبة 6.4%.
أشعل خفض أسعار الفائدة الذي أقره البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع الماضي والذي جاء بشكل حاد بمقدار نصف نقطة مئوية موجة صعود في أسعار الذهب، ليسجل الذهب مستويات تاريخية متتالية.
أسعار الذهب مدعومة حاليا بخفض أسعار الفائدة المتوقع من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال الـ 12 شهر القادمة بالإضافة إلى تدابير التحفيز الصينية وكلاهما يضعف الدولار.
انخفاض الدولار الأمريكي هذا الأسبوع بنسبة 0.1% ولكنه سجل أدنى مستوى منذ 13 شهر تقريباً في طريقه إلى تسجيل انخفاض للأسبوع الرابع على التوالي، الأمر الذي يصب في صالح الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
تضع الأسواق المالية الآن احتمال بنسبة 49% أن يقدم البنك الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم في نوفمبر، بينما كانت توقعات أعضاء البنك التي صدرت مع اجتماع الفيدرالي الأخير تشير إلى خفض الفائدة 50 نقطة أساس حتى نهاية العام الجاري.
تسببت عمليات خفض الفائدة في تراجع العائد على السندات الحكومية الأمريكية، وقد تراجع العائد على السندات الحكومية لأجل عامين والتي تعد أكثر السندات تأثراً بالتغير في أسعار الفائدة لتسجل هذا الأسبوع أدنى مستوى منذ سبتمبر عام 2022، الأمر الذي يدل على التأثير السلبي الحالي على أسواق السندات الأمريكية.
بعمل هذا على خروج رؤوس الأموال من أسواق السندات الأمريكية إلى أسواق الذهب، وهو أحد الأسباب الهامة وراء الارتفاعات الأخيرة التي شاهدناها في أسعار الذهب، خاصة أن تزامن هذا من تزايد التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب في أمريكا الشمالية والتي شهدت تدفقات إيجابية بمقدار 1.8 طن ذهب خلال الأسبوع المنتهي في 20 سبتمبر.
هذا وقد رفع بنك يو بي إس العالمي توقعاته الخاصة بالذهب، ويرى البنك الآن أن الذهب سيسجل 2750 دولار للأونصة حتى نهاية 2024 وكانت توقعاته السابقة عند 2600 دولار للأونصة، كما يتوقع البنك أن يرتفع الذهب إلى 2850 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2025 القادم، وإلى المستوى 2900 دولار للأونصة بحلول الربع الثالث من عام 2025.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق المالية اليوم صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر أغسطس في الولايات المتحدة، وهو مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، وستساعد هذه البيانات الأسواق على تقييم الوضع الحالي للتضخم وبالتالي توقع حركة السياسة النقدية القادمة للبنك الفيدرالي.