تراجعت أسعار الذهب العالمي اليوم الاثنين مع بداية الأسبوع ولكنه يظل يتداول بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله الأسبوع الماضي، حيث يتجه الذهب لتسجيل أفضل أداء ربع سنوي منذ أكثر من 8 سنوات بعد الدعم الكبير الذي حصل عليه من قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.1% ليتداول حالياً عند المستوى 2656 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2661 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى عند 2666 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2647 دولار للأونصة.
ارتفع سعر الذهب حتى الآن خلال الربع الثالث من عام 2024 بنسبة 14.2% وهو أفضل أداء ربع سنوي منذ يناير 2016، بينما خلال شهر سبتمبر ارتفع سعر الذهب بنسبة 6.1% بعد أن سجل مستوى تاريخي عند 2685 دولار للأونصة خلال الأسبوع الماضي.
وجد الذهب الدعم الكبير من قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية لينهي سياسة التشديد النقدي ويظهر اتجاهه إلى مزيد من عمليات خفض الفائدة للحول دون تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي وتأثر قطاع العمالة بشكل سلبي.
بالإضافة إلى هذا حافظ الذهب على مكاسبه خلال الأيام الأخيرة بعد أن أعلنت الحكومة الصينية عن إجراءات تحفيزية كبيرة لدعم الاقتصاد، مما قد يزيد من الطلب على الذهب في أكبر دولة مستهلكة للذهب في العالم.
بالإضافة إلى هذا يبقى الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن متزايد في ظل المخاوف المستمرة بشأن الحرب في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وعدم اليقين السياسي المصاحب لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
هذا ولا يزال الذهب يبدو مستعدًا لارتفاع محتمل إلى المستوى 2700 دولار للأونصة إذا كانت بيانات سوق العمل التي تصدر هذا الأسبوع عن الاقتصاد الأمريكي متوافقة مع إمكانية تخفيف 75 نقطة أساس أخرى من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام.
حيث يصدر هذا الأسبوع تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي والذي يظهر أعداد الوظائف الجديدة ومعدل البطالة ومتوسط الأجور، ويعد أحد أهم البيانات الاقتصادية التي يعتمد عليها البنك الفيدرالي الأمريكي في تقييم أداء الاقتصاد.
يذكر أن بيانات يوم الجمعة الماضية أظهرت أن إنفاق المستهلك الأمريكي قد زاد بشكل معتدل في أغسطس، مما يشير إلى أن الاقتصاد احتفظ ببعض زخمه القوي في الربع الثالث، في حين استمرت ضغوط التضخم في التراجع.
تسببت البيانات في زيادة التوقعات بخفض كبير لأسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر. وفي الوقت الحالي، يرى المتداولون فرصة بنسبة 53% لخفض آخر بمقدار نصف نقطة مئوية من قبل البنك الفيدرالي في اجتماعه القادم.
تعمل أسعار الفائدة المنخفضة على تقليل التكلفة البديلة لحيازة السبائك، والتي يُنظر إليها أيضًا على أنها أصل آمن أثناء الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
من جهة أخرى ينتقل تركيز الأسواق اليوم مع تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وعضوة البنك الفيدرالي ميشيل بومان في وقت لاحق من اليوم. وإذا أبقت تصريحات باول المستثمرين متفائلين بأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة قادمة، فقد يعاني الدولار الأمريكي بمزيد من التراجع وهو الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على تحركات الذهب.