انخفضت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الأربعاء للجلسة السادسة على التوالي، وذلك بعد أن انخفض سعر الذهب إلى أدنى مستوى منذ قرابة 3 أسابيع خلال تداولات الأمس، وذلك في ظل ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي وتقلص توقعات خفض الفائدة الأمريكية بشكل حاد.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 2609 دولار للأونصة ويتداول حالياً عند المستوى 2615 دولار للأونصة، بينما قد تراجع سعر الذهب يوم أمس ليسجل أدنى مستوى منذ قرابة 3 أسابيع عند 2604 دولار للأونصة.
استمر انخفاض الذهب التدريجي حتى تمكن السعر من كسر مستوى الدعم 2630 دولار للأونصة ليغلق يوم أمس تحت هذا المستوى، وهو الأمر الذي ساعد السعر على الاستمرار في الانخفاض اليوم ويتداول بالقرب من المستوى النفسي 2600 دولار للأونصة.
استقر الدولار الأمريكي في التداول بالقرب من أعلى مستوياته في 7 أسابيع مقابل سلة من العملات الرئيسية، الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على سعر السلع والذهب على وجه الخصوص ليدفعه إلى التراجع بعد أن ظل متماسك بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية لفترة طويلة من الوقت.
التراجع الحالي في أسعار الذهب كانت تتوقعه وتنتظره الأسواق منذ فترة، لأن السعر في حاجة إلى تصحيح سلبي بعد سلسلة الارتفاعات وتسجيل أعلى مستوى تاريخي عند 2685 دولار للأونصة، ولكن من غير المتوقع أن يتراجع الذهب بشكل حاد نظراً لوجود العديد من العوامل التي تدعم ارتفاع السعر وعلى رأسها التوترات الجيوسياسية العالمية وعدم اليقين المتعلق بالانتخابات الأمريكية.
قد يحصل الذهب على دفعة إيجابية جديدة خلال هذا الأسبوع في حال صدور بيانات التضخم الأمريكية بأقل من التوقعات، ولكن قد لا يكفي هذا لعودة الذهب إلى ارتفاع كبير لتسجيل مستوى تاريخي جديد، حيث يتطلب هذا الأمر أداء ضعيفة مستمر من البيانات الاقتصادية الأمريكية.
الأسواق لم تعد تتوقع خفضاً بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع البنك الفيدرالي الشهر المقبل، وذلك بعد تقرير الوظائف القوي الأسبوع الماضي، حيث ترى الآن فرصة بنسبة 87٪ لخفض بمقدار 25 نقطة أساس.
قالت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز إن ضعف اتجاهات التضخم يجعل من المرجح أن يتمكن البنك الفيدرالي الأمريكي من تنفيذ المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.
بشكل عام يزدهر الذهب في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة حيث يقلل هذا من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لممتلكيه، ولكن تراجع التوقعات بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة يدفع أسعار الذهب إلى التراجع بهدف تعديل تسعيره وفقاً لتوقعات الأسواق.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للشهر الخامس على التوالي، فقد ارتفعت التدفقات خلال شهر سبتمبر بمقدار صافي 18.4 طن ذهب حيث سجلت الصناديق في أمريكا الشمالية أعلى مساهمة بمقدار 16.2 طن ذهب.
يأتي هذا بعد أن ارتفعت التدفقات في شهر أغسطس بمقدار 28.5 طن ذهب، بينما قد ارتفعت التدفقات في شهر يوليو بمقدار 47.7 طن ذهب وهو أعلى مستوى منذ مارس من عام 2022.
التدفقات المتزايدة على صناديق الاستثمار في الذهب تعكس الإقبال الاستثماري على الذهب خلال الفترة الأخيرة وذلك مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي وتغييره لسياسته النقدية.