شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاع بشكل طفيف خلال تداولات اليوم الخميس، وذلك بعد 6 جلسات متتالية من الهبوط دفعت الذهب إلى تسجيل أدنى مستوى منذ قرابة 3 أسابيع، حيث تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات التضخم الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2617 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2607 دولار للأونصة، وكان السعر قد انخفض يوم أمس وسجل أدنى مستوى عند 2605 دولار للأونصة.
استمر الذهب في التراجع خلال آخر 6 جلسات ليتمكن من كسر مستوى الدعم عند 2630 دولار للأونصة ليقترب السعر من المستوى النفسي 2600 دولار للأونصة قبل أن يتوقف عن الهبوط اليوم ويرتفع بشكل طفيف ليتداول حالياً عند 2615 دولار للأونصة.
تعافي سعر الذهب اليوم يأتي على الرغم من استمرار الدولار الأمريكي في التداول عند أعلى مستوياته منذ شهرين مقابل سلة من العملات الرئيسية، حيث وجد الدولار الدعم من تراجع توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة الأمريكية بشكل حاد خلال اجتماع البنك الفيدرالي القادم في نوفمبر.
تضع الأسواق الآن احتمال بنسبة 85% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم، بينما تصل توقعات خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 15%.
هذا وتنتظر الأسواق المالية اليوم صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر سبتمبر، وإذا شاهدنا ارتفاع في بيانات التضخم بأعلى من التوقعات فسوف ترتفع عائدات سندات الخزانة الأميركية وهذا أمر سيئ للذهب. فهناك مجال لمزيد من التراجع في أسعار الذهب ولكن ليس بشكل كبير يدفعه إلى اتجاه هبوطي.
من جهة أخرى أظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر يوم أمس أن أعضاء البنك لاحظوا اقتراب التضخم من تحقيق مستهدف البنك الفيدرالي عند 2% ولكنه يظل مرتفعاً إلى حد ما، كما أوضحوا أن المخاطر التي تواجه قطاع العمالة والتضخم متوازنة.
أشار توجه أعضاء البنك إلى استقرار أوضاع الاقتصاد الأمريكي وأن هناك توازن بين ضعف قطاع العمالة وتراجع التضخم، الأمر الذي قد يدفع البنك الفيدرالي الأمريكي إلى عدم التوسع في عمليات خفض أسعار الفائدة، وبالتالي يصبح قرار خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع البنك القادم هو الأقرب، وهو ما يفسر التراجع الأخير في أسعار الذهب الذي يعد إعادة لتسعير الذهب وفقاً للتوقعات الأخيرة.
الذهب يحقق استفادة من ضعف أسعار الفائدة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد للمستثمرين مقارنة مع السندات الحكومية الأمريكية، ومع تقلص توقعات خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس تراجعت مستويات الدولار.
لا يزال يملك الذهب العديد من العوامل التي تدعم الأسعار وتقلص من فرص الهبوط بشكل حاد في الأسعار، وأهم هذه العوامل هي التوترات الجيوسياسية على مستوى العالم، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب الاستثماري على الذهب منذ اعلان البنك الفيدرالي عن توسيع السياسة النقدية والبدء في خفض الفائدة.
وقد أظهر مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب قد ارتفعت خلال الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر بمقدار 3.8 طن ذهب وهو ارتفع للأسبوع الثالث على التوالي، ليشهد شهر سبتمبر بأكمله ارتفاع التدفقات بمقدار 18.4 طن ذهب وهو ارتفاع للشهر الخامس على التوالي.