ارتفع أسعار الذهب يوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي وذلك بعد تقرير عن طلبات إعانة البطالة الأمريكية زاد من التوقعات على خفض أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، في حين تنتظر الأسواق بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة للحصول على مزيد من التوجيه.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل اعلى مستوى عند 2647 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2628 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2640 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.9% من أدنى مستوياته هذا الأسبوع عند 2604 دولار للأونصة، حيث انتهى الضغط السلبي على أسعار الذهب الذي بدأ من الأسبوع الماضي ليرتد السعر لأعلى مجدداً مع نهاية الأسبوع.
يوم أمس ارتفعت بيانات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة أكثر قليلا من المتوقع في سبتمبر، في حين ارتفعت طلبات إعانة البطالة إلى 258 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في الخامس من أكتوبر، لتتجاوز التوقعات التي بلغت 230 ألف طلب.
ساعدت بيانات اعانات البطالة المرتفعة على عودة التوترات فيما يتعلق بقطاع العمالة الأمريكي، وهو الأمر الذي دفع الدولار إلى التوقف عن الارتفاع ليعطي فرصة لأسعار الذهب للانتعاش من جديد.
مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداءه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية تراجع من أعلى مستوياته في شهرين، الأمر الذي دفع أسعار السلع والذهب إلى التعافي بعد التراجع الذي شهده خلال الأيام الأخيرة الماضي في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما من كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
توقعات الأسواق حالياً تشير إلى أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم في نوفمبر وتضع رهانات بنسبة 85% مقارنة مع رهانات بنسبة 15% بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الذي يعد مقياس للتضخم من وجهة نظر الشركات والمصنعين، قد تعمل بيانات اليوم على توجيه الأسعار لتسجيل اغلاق أسبوعي مناسب من شأنه أن يؤثر على تحركات الأسواق الأسبوع القادم.
التوقعات تشير أن الذهب متماسك وقد يعود إلى اختبار أعلى قمة تاريخية سجلها عند 2685 دولار للأونصة، وذلك في ظل الدعم المستمر الذي يحصل عليه الذهب من جراء استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وسط توسع رقعة الصراع.
أما عن أوضاع الذهب في الهند التي تعتبر ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، فقد فرض تجار الذهب في الهند علاوة سعرية إضافية على أسعار الذهب لأول مرة منذ شهرين هذا الأسبوع مع اجتذاب موسم المهرجانات القادم في الهند لبعض عمليات شراء المجوهرات والمشغولات الذهبية، في حين أدى ضعف معنويات المستهلكين إلى إضعاف الطلب في الصين بعد العطلات.
يشهد شهر أكتوبر مهرجانين في الهند يتزايد خلالها شراء الذهب بشكل كبير، وبالرغم من ارتفاع أسعار الذهب مؤخراً مما تسبب في ضعف الطلب المحلي في الهند إلا أن الإقبال بدأ في التزايد بالتزامن مع المهرجانات في الهند.
قفزت أسعار الذهب المحلية في الهند إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا الأسبوع، حيث فرض التجار علاوة سعرية إضافية تصل إلى 3 دولارات للأونصة فوق الأسعار المحلية الرسمية التي تشمل رسوم الاستيراد ورسوم المبيعات.
انتعاش الطلب المحلي في الهند يعد عامل إضافي يساعد سعر الذهب العالمي على استمرار الصعود، مع العلم أن التراجع الذي شهده منذ الأسبوع الماضي يظل كونه تصحيح سلبي محدود.