شهد الذهب ارتفاع خلال الأسبوع الماضي للأسبوع الثالث على التوالي بعد أن سجل مستوى تاريخي جديد، وذلك في ظل استمرار العوامل التي تبقي الطلب مرتفع على الذهب كملاذ آمن سواء التوترات الجيوسياسية أو عدم اليقين المتعلق بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.9% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2758 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند المستوى 2723 دولار للأونصة ليغلق عند المستوى 2747 دولار للأونصة.
بذلك يكون الذهب استطاع الارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، وسجل ارتفاع منذ بداية شهر أكتوبر بنسبة 4.3% في طريقه لتسجيل ارتفاع للشهر الرابع على التوالي، ليسجل الذهب ارتفاع منذ بداية عام 2024 بنسبة 33.2%.
بعد تسجيل الذهب لمستوى تاريخي خلال الأسبوع اختبر تراجع سريع بهدف جني الأرباح ولكنه سرعان ما استعاد زخمه الصاعد ليغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2740 دولار للأونصة، ليعطي حركة السعر المزيد من المساحة لتسجيل ارتفاع جديد خلال الأسبوع القادم.
الجدير بالذكر أن الإقبال على شراء الذهب تزايد يوم أمس الجمعة من جديد بسبب استعداد الأسواق لتقبل أي تطور خلال عطلة نهاية الأسبوع، ليستخدم المستثمرين الذهب لتأمين استثماراتهم قبل نهاية الأسبوع.
وقد تحققت مخاوف الأسواق بالفعل حيث وجه الكيان الصهيوني ضربة عسكرية لإيران كانت الأسواق تترقبها منذ فترة، الأمر الذي يزيد من المخاوف وتعقيد الأمور في المنطقة التي كانت مصدر عدم يقين للأسواق المالية منذ نهاية العام الماضي، وتسببت في حفاظ الذهب على مكاسبه دون الدخول في تصحيح سلبي قوي منذ بداية العام.
بالإضافة إلى هذا يجد الذهب دعم خلال الأيام الأخيرة بسبب عدم اليقين المتعلق بانتخابات الرئاسة الأمريكية والتي تشهد تقارب بين كلا المرشحين وفقاً لاستطلاعات الرأي، وبالتالي لن تحسم الانتخابات إلا مع الاقتراع، ويعمل هذا على بقاء الأسواق في حالة حذر وترقب ليبقى الذهب هو الاستثمار الأفل بالنسبة لهم حالياً.
الجدير بالذكر أن ارتفاع أسعار الذهب يأتي على الرغم من قوة الدولار الأمريكي الذي سجل ارتفاع خلال هذا الأسبوع بنسبة 0.8% مقابل سلة من العملات الرئيسية، ليسجل ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 3 أشهر.
الدولار يرتبط بعلاقة عكسية مقابل الذهب، ولكن هذه العلاقة معطلة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة التي نشهد خلالها ارتفاع لكل من الدولار والذهب في نفس الوقت، وذلك بسبب قوة الطلب في الأسواق المالية على الملاذ الآمن الذي منع الذهب من الانخفاض والتراجع.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، ليسجل اعلى مستوى منذ عام، لتسجل التدفقات ما قيمته 23.7 طن ذهب.
يدل هذا الارتفاع الكبير في التدفقات النقدية على صناديق الاستثمار في الذهب أن المستثمرين ترى أن الذهب لا يزال أمامه المزيد من المكاسب، وأنه الاستثمار الأفضل حالياً.
هذا وينتظر الاقتصاد الأمريكي بيانات هامة من شأنها أن تؤثر على توقعات الأسواق لأسعار الفائدة الأمريكية وبالتالي تؤثر على تحركات الذهب، حيث تصدر بيانات النمو ومؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالي بالإضافة إلى تقرير الوظائف الحكومي.
التوقعات الأخيرة في الأسواق تضع احتمال بنسبة 85% أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في نوفمبر، بين تضع احتمال آخر بنسبة 15% أن يبقي البنك أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير. بينما قد اختفت من الأسواق توقعات خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
عمل هذا على قوة الدولار ولكنه لم يحد من قوة الذهب بسبب العوامل الأخرى التي تدعم المعدن النفيس، بالإضافة إلى حقيقة استمرار البنوك المركزية العالمية في تيسير السياسة النقدية وخفض الفائدة خلال الفترة القادم، وهو أمر إيجابي بالنسبة لأسعار الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.