شهد سعر الذهب العالمي ارتفاع مع بداية تداولات الأسبوع بعد أن وجد الدعم من قرار البنك المركزي الصيني باستئناف عمليات شراء الذهب خلال الشهر الماضي بعد توقف استمر 6 أشهر، هذا بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسية في سوريا وكوريا الجنوبية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.8% ليسجل أعلى مستوى عند 2654 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2643 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2653 دولار للأونصة.
وكان الذهب قد سجل انخفاض خلال الأسبوعين الماضيين، حيث عانى من الأداء الضعيف بشكل عام منذ فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وتسبب عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية في تراجع الذهب بالرغم من التوترات الجيوسياسية العالمية التي تزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن البنك المركزي الصيني يوم السبت الماضي أن البنك استأنف شراء الذهب وزيادة احتياطاته في نوفمبر بعد توقف دام لستة أشهر متتالية. حيث ارتفعت حيازات الصين من الذهب إلى 72.96 مليون أونصة في نهاية نوفمبر، ارتفاعًا من 72.80 مليون أونصة في الشهر السابق.
كان البنك المركزي الصيني أكبر مشتري رسمي للذهب في العالم في عام 2023. وقد يدعم استئناف مشترياته الطلب من المستثمرين الصينيين الذي كان ضعيفاً منذ أوقف البنك المركزي الصيني سلسلة مشترياته التي استمرت 18 شهر في مايو السابق.
قرار عودة زيادة حيازات الذهب من قبل البنك المركزي الصيني وخاصة بعد فوز ترامب في الانتخابات مؤخرا، يعكس النهج الاستباقي للبنك المركزي الصيني لحماية الاستقرار الاقتصادي في ظل تطورات الظروف العالمية الأخيرة، وما قد يحدث من مصادمات تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب.
بشكل عام دفعت عمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية وتخفيف السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية الذهب إلى مستويات قياسية متعددة هذا العام، مما وضع المعدن على المسار الصحيح لتحقيق أفضل عام له منذ عام 2010 بارتفاع بلغت نحو 28% حتى الآن.
من جهة أخرى نجد أن الاضطرابات الجيوسياسية في سوريا وكوريا الجنوبية دعمت الطلب على الملاذ الآمن اليوم، على الرغم من أن قوة الدولار حدت من معظم المكاسب.
تركيز الأسواق ينصب هذا الأسبوع على بيانات التضخم الأمريكية والتي قد تحدد ما إذا كان البنك الفيدرالي الأمريكي سيتخذ قرار متشددا بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير هذا العام في الأسبوع المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع الدولار الأميركي وإضعاف أسعار الذهب إذا مهد البنك الفيدرالي الطريق لتوقف مؤقت في عملية خفض أسعار الفائدة حتى أوائل عام 2025.
حافظت الأسواق إلى حد كبير على الرهانات على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل لتضع احتمال بنسبة 90% مقابل توقعات بنسبة 10% أن البنك سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير.
لكن التوقعات طويلة الأجل للبنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة أصبحت غير مؤكدة، حيث من المرجح أن يؤدي التضخم الثابت والمرونة الاقتصادية إلى تباطؤ وتيرة التيسير النقدي في عام 2025 وهو السلبي بالنسبة لأسعار الذهب الذي يفضل خفض أسعار الفائدة كونها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب وتدفعه إلى الارتفاع.