استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها القياسية مع بداية تداولات الأسبوع، وذلك بعد أن سجلت مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، مدعومةً بتوقعات متزايدة بخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
استقرت تداولات سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الاثنين حول المستوى 3644 دولار للأونصة وهو سعر افتتح جلسة اليوم، ليسجل الذهب أعلى مستوى عند 3646 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 3626 دولار للأونصة.
وكان الذهب قد شهد ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.5% محققًا رابع ارتفاع أسبوعي له. وقد ارتفع الذهب بنسبة تقارب 40% حتى الآن هذا العام وسط تزايد الطلب على الملاذ الآمن نتيجةً لسياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية، والتوقعات الأخيرة بخفض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة.
سيبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعه يوم الثلاثاء ليصدر القرار المحتمل بخفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء. ويضع المتداولون الآن احتمالًا يتجاوز 96% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع بعض الاحتمالات الضعيفة بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
شهد الذهب استقرار خلال تداولات اليوم في ظل ترقب الأسواق لاجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، كما أن عمليات جني الأرباح واستقرار مستويات الدولار الأمريكي منعت الذهب من الارتفاع بشكل واضح.
هذا ولا تزال توقعات الصعود للذهب قائمة، ومع ذلك فإن فترة من الاستقرار أو تراجع طفيف سيكون أمر إيجابي يدعم استمرار ارتفاع المعدن النفيس وتحقيق أهداف سعرية أعلى مستقبلًا.
جاءت بيانات التضخم الأمريكية لشهر أغسطس أعلى بقليل من التوقعات يوم الخميس الماضي، لكن المستثمرين يتوقعون ألا يؤثر هذا على قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء القادم.
ازدادت ثقة الأسواق أيضاً أن البنك سيبدأ بتخفيف السياسة النقدية بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة لقطاع الوظائف مؤشرات تباطؤ سوق العمل. حيث جاءت بيانات التوظيف لشهر أغسطس ضعيفة ولم تسجل سوى 22 ألف وظيفة جديدة مما دفع معدل البطالة إلى الارتفاع بنسبة 4.3%.
من جهة أخرى يكمن الخطر على الذهب هذا الأسبوع في أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكون واضحًا تمامًا في تحديد موعد تخفيضات أسعار الفائدة القادمة، وهو ما قد يحد من مكاسب الذهب العالمي أو يدفعه إلى التصحيح السلبي على حسب مدى وضوح تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول.
الجدير بالذكر أن اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي يأتي في ظل تحديات بما في ذلك نزاع قانوني حول قيادته وجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لممارسة مزيد من السيطرة على سياسة أسعار الفائدة والدور الأوسع للبنك المركزي.
كما أشارت مؤسسة جولدمان ساكس في مذكرة أن المخاطر تتزايد فيما يتعلق بتوقعاتهم لوصول الذهب لسعر 4000 دولار للأونصة في منتصف عام 2026، وذلك لأن مراكز الشراء تميل إلى العودة إلى المتوسط.