التقرير اليومي للذهب عالميا من جولد بيليون 17/5/2024

المصدر : جولد بيليون

يشهد سعر أونصة الذهب العالمي
تحركات عرضية خلال تداولات اليوم الجمعة ولكنها في طريقها لتسجيل ارتفاع للأسبوع
الثاني على التوالي، في ظل التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يخفض أسعار
الفائدة مرتين هذا العام مما يدعم أسعار الذهب.

ارتفع سعر أونصة الذهب اليوم
بنسبة 0.2% لتسجل أعلى مستوى عند 2387 دولار للأونصة وكانت قد افتتحت جلسة اليوم
عند 2376 دولار للأونصة لتتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2383 دولار
للأونصة.

يأتي هذا بعد تراجع سعر الذهب يوم
أمس بنسبة 0.4% بعد أن فشل السعر في اختراق المستوى 2400 دولار للأونصة، لتعود
الأسعار إلى التحركات العرضية والتذبذب بين نطاق 2400 – 2370 دولار للأونصة.

ارتفع المعدن الأصفر إلى ما يقرب
من 2400 دولار للأوقية هذا الأسبوع في أعقاب بيانات التضخم الأمريكي الضعيفة التي
أظهرت تراجع في مستويات التضخم في ابريل لتدفع الأسواق إلى تعديل توقعاتها وتشير
إلى إمكانية خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا العام بداية من شهر سبتمبر أو
نوفمبر.

لكن سعر الذهب شهد تراجع عن هذه
المستويات يوم أمس الخميس واليوم يتداول في اتجاه عرضي، وذلك بعد أن تراجعت بيانات
طلبات اعانات البطالة بأقل من القراءة السابقة مما دفع الدولار الأمريكي إلى
التعافي وتقليص خسائره وهو ما انعكس بشكل سلبي على أسعار الذهب.

بالإضافة إلى هذا جاءت سلسلة من
تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي لتحذر من الرهانات في الأسواق على خفض
الفائدة، ليشير أعضاء الفيدرالي أن البنك يحتاج المزيد من الثقة أن التضخم يتجه
نحو التراجع بشكل مستدام يضمن وصوله إلى مستهدف البنك عند 2%.

وبالتالي فإن أعضاء البنك
الفيدرالي مقتنعين أن تراجع التضخم خلال قراءة شهر ابريل غير كافية بالنسبة للبنك
الفيدرالي ليبدأ في تغيير سياسته النقدية وخفض أسعار الفائدة.

فقد صرح عضو البنك الفيدرالي عن
ولاية أتلانتا رافائيل بوستيك أن بيانات التضخم لشهر واحد لا تمثل اتجاه للتضخم،
وأن الفيدرالي لا يزال متيقظ بشأن التضخم، ومن المبكر التفكير في عدة تخفيضات في
أسعار الفائدة على المدى القريب خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعار الخدمات.

ساعدت هذه التصريحات على تهدئة
توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة، وهو ما ظهر على مستويات الدولار الأمريكي الذي
ارتفع اليوم بنسبة 0.3% وهو ارتفاع لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد أن سجل أدنى
مستوى منذ شهر خلال تداولات الأمس.

تراجع اعانات البطالة الأمريكية
وتصريحات أعضاء البنك الفيدرالي ساعدوا على انهاء زخم الهبوط بالنسبة للدولار
الأمريكي، وهو ما انعكس على أداء الذهب الذي توقف عن الصعود وفشل في تجميع الزخم
الكافي للاستمرار في الصعود وتخطي حاجز المستوى 2400 دولار للأونصة.

الملاحظ أن حركة الذهب عادت إلى الارتباط
بشكل عكسي مع حركة الدولار الأمريكي وهي العلاقة التاريخية بينهما والتي قد توقفت
مؤخراً ولفترة من الوقت بسبب التوترات الجيوسياسية التي أجبرت الأسواق على التوجه
لشراء الذهب والدولار على حد سواء باعتبارهما الملاذ الآمن.

تقلص حدة التوترات الجيوسياسية
أفقد الذهب جزء كبير من الطلب عليه كملاذ آمن، فبالنظر إلى مؤشر التذبذب VIX والذي يعد
مقياس للمخاوف في الأسواق المالية، نجد أنه قد استمر في الانخفاض لأربع أسابيع
متتالية، ليسجل هذا الأسبوع أدنى مستوياته منذ بداية شهر فبراير الماضي، الأمر
الذي يعكس ضعف المخاوف في الأسواق وبالتالي ضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن.

في المقابل تحول المتداولين على
الذهب للاهتمام بمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية ليتبع الذهب التغيرات في البيانات
الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على توقعات الأسواق بشأن موعد خفض الفائدة.

ولكن بشكل عام يجد الذهب الدعم من
الطلب الفعلي على المعدن النفيس، فوفقاً لأحدث بيانات مجلس الذهب العالمي وصل صافي
مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب خلال شهر مارس إلى 16 طن، مما يدل على
أن البنوك المركزية اشترت 290 طنًا في الربع الأول، وهي أقوى بداية على الإطلاق في
أي عام.