افتتح سعر أونصة الذهب العالمي
تداولات هذا الأسبوع على ارتفاع محدود لتسيطر التحركات العرضية على حركة المعدن
النفيس وذلك على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى بداية قوية للذهب هذا الأسبوع
بسبب الهجمات الإيرانية على الكيان الصهيوني خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تتداول أسعار الذهب الفوري حالياً
حول المستوى 2350 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى عند 2372 دولار وأدنى مستوى عند
2344 دولار للأونصة ليسجل ارتفاع محدود بنسبة 0.2%.
يأتي هذا بعد أن سجل سعر الذهب
العالمي يوم الجمعة الماضية أعلى مستوى تاريخي عند 2431 دولار للأونصة، مسجلا
ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.6% وهو الأسبوع الرابع على التوالي في
المكاسب.
منذ بداية العام ارتفع الذهب
بنسبة 14% حتى الآن مدعوما بمشتريات البنوك المركزي المستمرة من الذهب لزيادة
الاحتياطي لديها إلى جانب تزايد الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية في ظل
استمرار التوترات الجيوسياسية في التزايد.
الهجوم الأخير من إيران على
الكيان الصهيوني لم يؤثر بشكل كبير كما كان متوقع على أداء الذهب العالمي، نظراً
لأن الهجوم تسبب في أضرار محدودة، إلى جانب تصريح طهران أن هذه الخطوة أنهت
هجماتها الانتقامية، من ناحية أخرى تبذل الولايات المتحدة الأمريكية محاولات
لتهدئة الوضع خاصة انها صرحت أنها لن تشارك في أي عمل انتقامي ضد إيران.
هذه العوامل إلى جانب القوة
الأخيرة للدولار الأمريكي، وضعت حدًا أقصى للمكاسب في الذهب ودفعته إلى التحرك في
نطاق عرضي بين مستويات 2365 – 2340 دولار للأونصة. كما كانت توقعات الذهب مشوشة
إلى حد ما بسبب احتمال بقاء أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول، بعد قراءات
التضخم الأعلى من المتوقع التي صدرت الأسبوع الأسبوع الماضي.
خلال الأسبوع الماضي ارتفع
الدولار الأمريكي بنسبة 1.6% ليسجل أعلى مستوياته منذ قرابة 6 أشهر مقابل سلة من 6
عملات رئيسية وفقاً لمؤشر الدولار، يأتي هذا في ظل ارتفاع بيانات التضخم الأمريكية
خلال شهر مارس بأعلى من التوقعات الأمر الذي زاد من التوقعات أن البنك الفيدرالي
سيبقي على الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
أيضاً قوة قطاع العمالة الأمريكي
والذي ظهر خلال تقرير الوظائف الأخير الذي شهد تعيين وظائف جديدة في مارس بأعلى من
التوقعات إلى جانب تراجع معدل البطالة، تسبب في زيادة هذه التوقعات أن الفيدرالي
الأمريكي لن يلجأ إلى خفض الفائدة في وقت قريب.
التوقعات بخفض الفائدة تقلصت في الأسواق
إلى إجمالي خفضين في أسعار الفائدة فقد هذا العام بعد أن كانت تشير إلى 3 تخفيضات،
كما ارتفعت رهانات تثبيت الفائدة خلال شهر يونيو إلى 78% بعد أن كان هناك توقعات
بنسبة تتخطى 60% أن يلجأ البنك إلى خفض الفائدة في يونيو القادم.
بقاء سعر الفائدة الأمريكية مرتفع
من شأنه أن يؤثر سلباً على أسعار الذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة في ظل أن الذهب
لا يقدم عائد لحائزيه، خاصة مع ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية خلال
الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى منذ 5 أشهر.
إلا أن الذهب يجد الدعم الكافي
للحفاظ على مكاسبه من جراء الطلب المرتفع على الملاذ الآمن في الأسواق المالية،
بعد التوترات الجيوسياسية المستمرة في التزايد خلال الفترة الأخيرة.
من جهة أخرى يصدر اليوم بيانات
مبيعات التجزئة عن الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مارس، وهي البيانات التي توضح
حجم الإنفاق من قبل القطاع العائلي وتأثره بمعدلات التضخم الحالية، هذا بالإضافة
إلى مؤشر امباير الذي يقيس أداء القطاع الصناعي الأمريكي.
قد تساهم هذه البيانات في التأثير
على حركة الذهب خلال جلسة اليوم وتدفعه إلى تحديد حركته القادمة خاصة بعد البداية الحيادية
التي بدأ بها تداولات هذا الأسبوع.