تراجعت أسعار أونصة الذهب
العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة، ليبتعد الذهب عن مستوياتها القياسية المرتفعة
التي سجلها يوم أمس، يأتي هذا بسبب الارتفاع الحاد في الدولار في أعقاب خفض مفاجئ
لأسعار الفائدة من قبل البنك الوطني السويسري، الأمر الذي أثر سلبا على أسعار
الذهب.
انخفضت أسعار الذهب اليوم
الجمعة بنسبة 0.6% ليسجل أدنى مستوى عند 2162 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة
اليوم عند المستوى 2181 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2169
دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر
الذهب يوم أمس وسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2222 دولار للأونصة، ولكنه فشل في
الاستقرار عند هذا المستوى لينخفض بشكل سرع ويغلق جلسة الأمس تحت المستوى 2200
دولار للأونصة.
هناك تشبع كبير في شراء
الذهب وهو ما دفع الأسواق إلى عمليات البيع لجني الأرباح والتصحيح في مستويات
الذهب، ولكن بقاء السعر فوق منطقة الدعم الهامة 2145 – 2150 دولار يدعم بقاء فرص
الصعود بالنسبة للسعر.
القفزة الأخيرة في سعر
الذهب جاءت بدعم من اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي ثبت الفائدة دون تغيير
وأبقى توقعات أعضاءه بخفض الفائدة 75 نقطة أساس هذا العام، الأمر الذي دعم ارتفاع
سعر الذهب بشكل كبير.
يوم أمس عاد الدولار
الأمريكي إلى اكتساب قوة كبيرة ليرتفع بشكل حاد ويسجل اليوم أعلى مستوى في 3
أسابيع ليتخطى مؤشر الدولار المستوى 104.00.
ارتفاع الدولار جاء نتيجة
الدعم الذي حصل عليه نتيجة للتخفيض المفاجئ لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي
السويسري، إلى جانب الإشارات الحذرة من البنك المركزي البريطاني، مما صب في صالح
الدولار باعتباره العملة الرئيسية الوحيدة ذات العائد المرتفع والمنخفضة المخاطر.
أيضاً علامات المرونة في
الاقتصاد الأمريكي التي ظهرت مع بيانات مؤشر مديري المشتريات القوية أبقت الأسواق
تتجه بشكل كبير نحو الدولار.
تسبب هذا في الضغط السلب
على أسواق الذهب، بالنظر إلى أن الاستثمار في المعادن الثمينة مثل الذهب لا يقدم
أي عوائد مباشرة.
ومن المتوقع أيضًا أن تحد
قوة الدولار من أي ارتفاع كبير في الذهب، على الأقل حتى يبدأ البنك الاحتياطي
الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام. بينما لا تزال توقعات
الأسواق تشير إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يونيو باحتمال بنسبة
75%.
ولكن هناك حقيقة أن
التخفيض النهائي في أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام سيصب في صالح أسعار الذهب
في وقت لاحق من هذا العام، حيث تضع العديد من المؤسسات المالية العالمية سعر
مستهدف للذهب لنهاية العام عند 2300 دولار للأونصة.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم
حديث لرئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في ظل بحث الأسواق عن أية إشارات
من قبل الفيدرالي توضح نظرته لمستقبل أسعار الفائدة، خاصة أن باول رفض خلال
المؤتمر الصحفي عقب اجتماع البنك الفيدرالي الأخيرة أن يحدد شهر بعينه يمكن أن
يبدأ في البنك الفيدرالي خفض الفائدة.
الاغلاق الأسبوع للذهب
الذي سيسجله اليوم سيكون له تأثير على تداولاته على المدى القصير، فإذا أغلق الذهب
تداولات الأسبوع فوق المستوى 2200 دولار للأونصة فسيزيد هذا من فرص ارتفاع السعر
وتسجيل مستويات قياسية جديدة.
بينما اغلاق السعر تحت
المستوى 2150 تعد إشارة على ضعف السعر وحاجته إلى تصحيح سلبي قد يدفعه إلى مستويات
2100 دولار للأونصة. ولكن في الأغلب قد يغلق في المنطقة ما بين المستويين وهو ما
سيدفعه إلى التذبذب خلال الفترة القادمة.