التقط الذهب العالمي أنفاسه خلال
تداولات اليوم الاثنين مع بداية الأسبوع، وذلك بعد الارتفاع التاريخي الذي سجله
نهاية الأسبوع الماضي بدعم من تقرير الوظائف الأمريكي وتصريحات رئيس البنك
الفيدرالي الأمريكي، بينما تنتظر الأسواق الحدث الأهم هذا الأسبوع وهو بيانات
التضخم الأمريكية.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي
حالياً عند المستوى 2178 دولار للأونصة عند سعر الافتتاح تقريباً بعد أن سجل السعر
أعلى مستوى اليوم عند 2189 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد تسجيل الذهب أعلى مستوى
تاريخي يوم الجمعة عند 2195 دولار للأونصة.
خلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر
الذهب الفوري بنسبة 4.6% ليسجل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، في أفضل أداء
للذهب منذ يوليو من عام 2020.
بيانات الوظائف الأمريكية يوم
الجمعة الماضية أظهرت ارتفاع في معدل البطالة بأعلى من التوقعات، إلى جانب تراجع
في معدل الأجور، لتصب البيانات لصالح التوقعات باتجاه الفيدرالي إلى خفض الفائدة
خلال اجتماعه في شهر يونيو.
رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي
جيروم باول في شهادته النصف سنوية امام اللجنة المصرفية للكونجرس الأمريكي خلال
الأسبوع الماضي، أشار إلى أن التضخم يقترب من المستويات المطمئنة للبنك الفيدرالي،
والتي معها يستطيع اتخاذ قرار خفض الفائدة.
تسبب هذا في ضعف كبير في مستويات
الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي لينخفض بنسبة 1% ويسجل أدنى مستوى منذ 7
أسابيع، هذا بالإضافة إلى انخفاض آخر في العائد على السندات الحكومية الأمريكية
لأجل 10 سنوات لأدنى مستوى من 5 أسابيع ليصل إلى المستوى 4.038%.
ساعدت هذه العوامل على اندفاع
الذهب في موجة صعود استمرت 8 جلسات متتالية سجل الذهب خلالها أعلى مستوى تاريخي،
الأمر الذي يعكس مدى تأثير توقعات خفض الفائدة الأمريكية على أداء الذهب العالمي.
توقعات الأسواق تشير إلى احتمال
حالياً بنسبة تتخطى 75% أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض الفائدة خلال اجتماعه
في يونيو القادم.
اليوم تشهد أسعار الذهب هدوء في
تداولاته وذلك بعد أن فشل في الوصول إلى المستوى 2200 دولار للأونصة خلال الأسبوع
الماضي، بالإضافة إلى رغبة الأسواق في انتظار بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر
غداً والت سيكون لها تأثير كبير على الأسواق.
من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار
المستهلكين الأمريكي عن شهر فبراير بنسبة 0.4% من القراءة السابقة 0.3%، بينما على
المستوى السنوي متوقع أن تظل القراءة ثابتة بنسبة 3.1%.
بيانات التضخم الأمريكية ستكون
محور اهتمام الأسواق هذا الأسبوع، نظراً لأن فترة التعتيم قد بدأت من البنك
الفيدرالي الأمريكي قبل اجتماعه، وبالتالي لن تكون هناك تصريحات أو تعليقات من قبل
أعضاء البنك الفيدرالي.
الفترة الأخيرة شهدت توجه كبير للمضاربين
إلى شراء العقود الآجلة للذهب، وخلال الأسبوع المنتهي في 5 مارس ارتفعت اعداد
العقود الآجلة لشراء الذهب في بورصة كومكس العالمية للسلع بمقدار 63018 عقد ليصل
الإجمالي إلى 131060 عقد.
يعكس هذا توجه الأسواق إلى تعديل
توقعاتها بشأن مستقبل مسار السياسة النقدية الأمريكية وأسعار الفائدة، الأمر الذي
انعكس على تداولات الذهب بشكل واضح والذي يرتبط بعلاقة عكسية قوية مع أسعار
الفائدة الأمريكية، منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
بالرغم من هذا استمرت صناديق
الاستثمار المدعومة بالذهب في اظهار صافي خروج للاستثمارات خلال آخر 9 أشهر، ليصل
إجمالي التدفقات النقدية الخارجة من الصناديق العالمي منذ بداية العام إلى ما
قيمته 100 طن ذهب.
ولكن مع تغير توجهات الأسواق
بالنسبة لأسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع سعر الذهب إلى مستوى تاريخي بالقرب من
2200 دولار للأونصة قد نشهد تغير في أداء صناديق الاستثمار في الذهب خلال شهر
مارس.