استكمل الذهب ارتفاعه خلال جلسة
اليوم للجلسة الرابعة على التوالي ليسجل أعلى مستوى في أسبوع، وذلك في ظل استفادته
من ضعف أحجام التداول الحالية في السوق بسبب عطلة الأسواق الأمريكية يوم أمس وغياب
البيانات الاقتصادية الهامة حتى الآن.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي
خلال تداولات اليوم الثلاثاء بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوع عند 2026
دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2017 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة
التقرير عند المستوى 2025 دولار للأونصة.
تستمر أسعار الذهب في الارتفاع
للجلسة الرابعة على التوالي منذ أن عاد واخترق المستوى 2000 دولار للأونصة، يأتي
هذا بعد أن عانت أسعار الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي من انخفاض إلى أدنى
مستوى في 3 أشهر عند 1984 دولار للأونصة متأثراً ببيانات التضخم الأمريكية الأفضل
من المتوقع.
منذ بداية الأسبوع الجاري وجد
الذهب الدعم من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية مع استمرار
التوترات في منطقة الشرق الأوسط، بعد الهجوم على سفينة شحن تابعة لبريطانيا في
مضيق باب المندب.
بالإضافة إلى هذا نجد أن اغلاق
الأسواق المالية في الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس بسبب عطلة ساعد على تعافي
أسعار الذهب لأن الدولار الأمريكي عانى من تحركات ضعيفة للغاية الأمر الذي دفع
الذهب إلى التوسع في مكاسبه.
قالت رئيسة البنك الاحتياطي
الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام
به لضمان استقرار الأسعار. كما حذر مسؤول آخر في بنك الاحتياطي الفيدرالي من تأخير
تخفيضات أسعار الفائدة لفترة طويلة.
كما أشار رئيس البنك الاحتياطي
الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي أن بيانات التضخم الأخيرة لا تزال سياسة البنك
في الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2٪. وأن ارتفاع التضخم في يناير أعلى من التوقعات
لا يعني تغير مسار التضخم بعيدا عن مستهدف البنك الفيدرالي.
تأتي هذه التعليقات من أعضاء
البنك الفيدرالي قبل محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يصدر غداً
الأربعاء، والذي تنتظره الأسواق لمعرفة المزيد من التطورات في مستقبل السياسة
النقدية الأمريكية ومستقبل أسعار الفائدة.
لكن يجدر القول أن محضر اجتماع
الفيدرالي قد لا يعطي الأسواق شيء جديد، وذلك لأن تصريحات أعضاء البنك مؤخراً قد
أوضحت كل النقاط للأسواق، وأظهرت دعم الأعضاء لفكرة استمرار الفائدة الأمريكية
مرتفعة لفترة أطول من الوقت لضمان انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام قبل اللجوء
إلى خفض أسعار الفائدة.
وقد تغيرت توقعات الأسواق بالفعل
وفقاً لهذه التصريحات والتي دعمتها البيانات القوية عن قطاع العمالة وبيانات
التضخم الأعلى من المتوقع في يناير الماضي، وتضع الأسواق الآن احتمال بنسبة 76% أن
يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة في اجتماع شهر يونيو.
منذ أواخر شهر نوفمبر 2023 ارتفع
سعر الذهب فوق المستوى 2000 دولار للأونصة ليشهد 12 أسبوع متتالي من التداول فوق
هذا المستوى بدون تسجيل أي انخفاض أسبوعي تحته، وهو ما تسبب في اكتساب الذهب قوة
تمنعه من الهبوط بشكل حاد حتى مع تغير نظرة الأسواق لمستقبل أسعار الفائدة
الأمريكية.
أيضاً خلال هذه الفترة استقرت
تداولات الذهب بين المستويات 2000 – 2050 دولار للأونصة لمعظم الفترات، والآن
التوقعات بالنسبة للذهب تصبح غير واضحة، وهل سيستمر في الارتفاع أم يعود إلى
الهبوط من جديد.
مخاوف التضخم المتماسك في
الولايات المتحدة دفعت صناديق التحوط إلى تصفية مراكز الشراء في الذهب وزيادة
رهاناتها على المضاربة على الهبوط، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن لجنة تداول
العقود الآجلة للسلع.
وقد أشار بنك سوسيتيه جينرال أن
سوق الذهب قادت خروج التدفقات النقدية من أسواق السلع خلال الأسبوع الماضي، حيث خرجت
6.9 مليار دولار من عقود الذهب.
وقد أظهر تقرير التزامات
المتداولين المفصل الصادر عن هيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) للأسبوع
المنتهي في 13 فبراير أن مديري الأموال خفضوا إجمالي مراكز الشراء في عقود الذهب
الآجلة في كومكس بمقدار 13674 عقدًا إلى 100642 عقد. وفي الوقت نفسه ارتفعت مراكز البيع
بمقدار 20219 عقد إلى 66466 عقد.