ارتفع سعر أونصة الذهب لتسجل أعلى
مستوى في أسبوع خلال جلسة اليوم، وذلك مع تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في
الوقت الذي يشهد فيه الدولار تداولات ضعيفة بسبب عطلة الأسواق الأمريكية اليوم.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي
اليوم الاثنين ارتفاع بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 2023 دولار
للأونصة ويتداول حالياً عند المستوى 2020 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات
الأسبوع عند المستوى 2013 دولار للأونصة.
جلسة اليوم تسجل ارتفاع في سعر
الذهب العالمي لليوم الثالث على التوالي ليعوض جزء كبير من الخسائر التي سجلها
الذهب خلال الأسبوع الماضي الذي شهد انخفاض بنسبة 0.6%.
ارتفاع سعر الذهب اليوم جاء بدعم
من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط حيث
أبلغت سفينة شحن في المملكة المتحدة عن تعرضها للهجوم في مضيق باب المندب.
أيضاً وجدت الأسواق المزيد من
الدعم بعد أن استأنفت الصين أكبر مستهلك للذهب في العالم التداولات بعد عطلة رأس
السنة القمرية الجديدة التي استمرت أسبوعًا.
في الوقت نفسه يشهد الدولار
الأمريكي تداولات ضعيفة مع بداية جلسة اليوم بسبب غياب الأسواق الأمريكية في عطلة،
الأمر الذي سمح للذهب بمزيد من المكاسب خلال جلسة اليوم.
يتحول تركيز الأسواق هذا الأسبوع إلى
محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر صدوره يوم الأربعاء، وذلك للحصول
على مزيد من الدلائل حول الموعد الذي يمكن أن يبدأ فيه خفض أسعار الفائدة.
من المحتمل أن يؤدي أي موقف متشدد
من أعضاء البنك الفيدرالي إلى تجديد المخاوف من احتمال إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة
لفترة أطول، وقد لا تكون هذه أخبارًا جيدة للذهب. ولكن رئيس البنك الفيدرالي في
أتلانتا رافائيل بوستيك صرح إنه على الرغم من أنه يحتاج إلى مزيد من البيانات
لإقناعه بأن ضغوط التضخم تنخفض بالفعل، إلا أنه منفتح على خفض أسعار الفائدة في
مرحلة ما خلال الأشهر القليلة المقبلة.
تضع الأسواق الآن احتمال بنسبة
72% تقريبا أن البنك الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في شهر يونيو
القادم، بينما اختفت التوقعات التي تشير على خفض الفائدة في اجتماع مارس المقبل
تقريباً وتقلصت التوقعات التي تشير إلى خفض الفائدة في اجتماع مايو.
الأسبوع الماضي شهد صدور بيانات
التضخم عن الاقتصاد الأمريكي والتي جاءت بأعلى من التوقعات، الأمر الذي أدى لتزايد
التوقعات أن الفيدرالي لن يقبل على خفض الفائدة في وقت قريب، وهو ما أكدته تصريحات
أعضاء الفيدرالي خلال الفترة الأخيرة.
إن ارتفاع أسعار الفائدة
الأمريكية على المدى الطويل لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، نظرا لأنه يزيد من
تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس.
تسببت هذه البيانات في ارتفاع
مستويات الدولار الأمريكي لأعلى مستوى في 3 أشهر خلال الأسبوع الماضي، وهو ما دفع
سعر الذهب إلى الهبوط بشكل كبير ليكسر المستوى 2000 دولار للأونصة لوقت قصير قبل
أن يتعافى من جديد ويغلق الأسبوع الماضي فوق هذا المستوى.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر ارتفاع
عقود بيع الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين
المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع
المنتهي في 13 فبراير، ارتفاع عقود بيع الذهب بمقدار 2635 عقد مقارنة مع التقرير
السابق، بينما انخفضت عقود شراء الذهب بمقدار 674 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات المتأخرة الصادرة عن
تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر زيادة المتداولين لعقود بيع الذهب
خلال الأسبوع الأخير مما يعني تأثر الأسواق بشكل كبير بتوقعات بقاء الفائدة
الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وبالتالي تنجذب الاستثمارات إلى سوق
السندات الحكومية مقارنة مع الاستثمار في الذهب الذي لا يقدم عائد.
صناديق الاستثمار في الذهب
المتداول في البورصة شهدت خروج استثمارات بشكل كبير منذ بداية عام 2024 لصالح
صناديق الاستثمار في العملات البيتكوين المدرجة حديثاً، فقد سجل 11 صندوق استثمار
في الذهب خروج تدفقات نقدية بأكثر من 3 مليار دولار منذ بداية 2024.
كل هذه العوامل قد تضعف من فرص
استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، حتى يجد الدعم الكافي للارتفاع
من جديد وتسجيل مستويات قياسية.