عاد الذهب إلى الارتفاع خلالتداولات اليوم الثلاثاء ليستغل تراجع الدولار الأمريكي في الأسواق مقابل العملات،وذلك بعد جلستين من الخسائر تعرض لها المعدن النفيس، حيث تسعى الأسواق إلى مزيد منالوضوح بشأن موقف السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي.شهدت أسعار الذهب الفورية ارتفاعخلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% لتتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2000.69 دولارللأونصة، وذلك بعد أن انخفضت أسعار الذهب يوم أمس إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند1981.06 دولار للأونصة.بالرغم من الهبوط الذي سيطر علىأسعار الذهب لجلستين متتاليتين إلا أن الأسعار ظلت مستقرة فوق المستوى النفسيالهام 2000 دولار للأونصة، وهو ما يؤكد على استمرار سيطرة الاتجاه الصاعد وأنالتذبذب الذي تشهده أسواق الذهب حالياً لا يزال في نطاق التصحيح السلبي بعد موجةالارتفاع القوية التي بدأت منذ شهر مارس.أسعار الذهب انخفضت من أعلى مستوىفي 13 عام عند 2048.76 دولار للأونصة الذي تم تسجيله خلال الأسبوع الماضي بمقدار 45دولار بسبب تعافي الدولار منذ نهاية الأسبوع الماضي بعد أن شهد الذهب أقوى موجةشراء في أربعة أسابيع منذ منتصف عام 2019. يأتي هذا مع تغير في التوقعات الخاصةبالفائدة الأمريكية بعد تصريحات عضو البنك الفيدرالي كريستوفر والر.كريستوفر والر وهو أحد أكبرالداعمين لتشديد السياسة النقدية صرح إن البنك الفيدرالي بحاجة إلى رفع أسعارالفائدة بشكل أكبر، وأن سوق العمل لا يزال قوياً ومتشدد بسبب عدم تشديد الأوضاعالمالية بشكل كبير واستمرار التضخم أعلى من الهدف الأمر الذي يحتاج إلى المزيد منالتشديد النقدي.بالرغم من التراجع الكبير الذيشهده مؤشر أسعار المستهلكين الذي يعد مقياس التضخم خلال شهر مارس والذي ارتفع بنسبة5% من القراءة السابقة 6% على المستوى السنوي، إلا أن القراءة الجوهرية للمؤشرالتي تستثنى العوامل المتقلبة مثل أسعار الوقود والغذاء فقد ارتفعت بنسبة 5.6% من5.5%.القراءة الجوهرية للمؤشر تعكستأصل معدلات التضخم في الأسواق وهو ما يحتاج إلى وقت أطول لمعالجته، الأمر الذيدفع توقعات رفع أسعار الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي في مايو القادم إلى التزايد لتصلاليوم إلى احتمال بنسبة 87.4% برفع 25 نقطة أساس مقابل توقعات بنسبة 12.6% بتثبيتالفائدة.الأسواق متوافقة حالياً مع رفعالفائدة في مايو ثم الاستقرار عند هذه المعدلات لفترة أطول من الوقت، بينما تراجعتالتوقعات التي كانت تشير إلى لجوء الفيدرالي إلى خفض الفائدة خلال النصف الثاني منالعام، وذلك بعد تصريحات عدد من أعضاء البنك الفيدرالي التي أشارت إلى الحاجة إلىمزيد من التشديد النقدي.مؤشر الدولار يتراجع بعد جلستينمن المكاسبتراجع مؤشر الدولار الذي يقيسأداء العملة الفيدرالي مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال تداولات اليوم الثلاثاء،لينخفض المؤشر بنسبة 0.4% بعد أن سجل أعلى مستوياته في أسبوع خلال جلسة الأمس.وجد الدولار الدعم يوم أمس من ارتفاعبيانات نشاط التصنيع في ولاية نيويورك للمرة الأولى منذ خمسة أشهر، بالإضافة إلىتحسن الثقة بين بناة المنازل في الولايات المتحدة للشهر الرابع على التوالي فيأبريل.قفز العائد على السندات الحكوميةالأمريكية خلال جلسة الأمس حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بنسبة 2%ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 3.608%، كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامينالأكثر حساسية لتغير الفائدة بنسبة 1.5% وسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 4.2048%.ارتفاع العائد على السنداتالحكومية دعم ارتفاع الدولار يوم أمس، ولكن مستويات الدولار عادت إلى التراجعاليوم في ظل التذبذب الذي يسيطر على الأسواق خلال هذه الفترة مع غياب البياناتالهامة عن الأسواق.من جهة أخرى نجد أن الأسواقستتابع تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي خلال هذا الأسبوع وذلك قبل البدء في فترةالتعتيم اعتباراً من 22 ابريل وذلك قبل اجتماع البنك الفيدرالي في 3 مايو القادم.نسبة الذهب إلى الفضة تسجل أدنىمستوياتها منذ بداية العامنسبة الذهب إلى الفضة يقصد بهاكمية الفضة اللازمة لشراء أونصة من الذهب وهي نسبة تاريخية يتم استخدامها من قبلالعديد من المستثمرين وتجار الذهب كمؤشر لتحديد أفضل وقت للشراء والبيع. فإذاكانت نسبة الذهب إلى الفضة مرتفعة فهذا يعني أن هذا هو الوقت المناسب لشراء الفضةوبالتالي بيع الذهب لأن النسبة أكثر ملاءمة للفضة والعكس صحيح.الرسم البياني التالي يظهر انخفاضنسبة الذهب إلى الفضة خلال شهر ابريل وتسجيلها 79.77% لتتداول تحت المستوى 80%للمرة الأولى منذ بداية العام، وهو ما يدل على تراجع كمية الفضة اللازمة لشراءأونصة من الذهب وبالتالي فإن هذه تعد إشارة جديدة قد تدعم ارتفاع الذهب على المدىالقصير إلى المتوسط.بالنظر إلى فرص الذهب على المدىالقصير إلى متوسط بالمقارنة مع مؤشر الأسهم الأمريكية الأكثر شيوعاً S&P 500 نجد أنالرسم البياني التالي يظهر استمرار تفوق الذهب على المؤشر حتى خلال موجة الارتفاعالأخيرة للمؤشر التي استمرت 5 أسابيع، وهو الذي لم نعتاد عليه في الأسواق.التحرك الطبيعي عند تعافي مؤشر S&P 500 وارتفاعه أننشهد الذهب يتراجع في المقابل، كون الاستثمارات تخرج من الملاذ الآمن المتمثل فيالذهب إلى المخاطرة المتمثل في مؤشر الأسهم، ولكن الفترة الأخيرة أظهرت استقراروتماسك للذهب أثناء تعافي المؤشر.يعكس هذا استمرار عدم اليقين فيالأسواق وتفضيل المستثمرين للاحتفاظ بالذهل حتى أثناء الإقبال على المخاطرة فيأسواق الأسهم الأمريكية، وقد حدث هذا منذ الأزمة المصرفية الأخيرة في مارس الماضي.كل هذا يدل على تماسك الذهبواستعداده لتسجيل مستويات قياسية جديدة ولكن قد يسبق هذا تصحيح وتذبذب في البدايةإلى جانب انتظار إشارة من الفيدرالي خلال اجتماعه القادم بشأن مستقبل السياسةالنقدية.أسعار الذهب محلياًاستقرت أسعار الذهب محلياً بالقربمن أعلى مستوياتها التاريخية التي سجلتها هذا الأسبوع في ظل ارتفاع الطلب علىالمعدن النفيس في محاولة من الأسواق للتحوط ضد التضخم التاريخي الذي يعاني منهالاقتصاد حالياً إلى جانب توقعات بإمكانية انخفاض سعر صرف الجنيه خلال الفترةالقادمة.سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثرشيوعاً 2320 جنيه للجرام وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى له على الاطلاق يوم الأحدالماضي عند 2350 جنيه للجرام، بينما وصل سعر الجنيه الذهب اليوم عند 18560 جنيه.ارتفع الذهب منذ بداية العام وحتىاليوم بنسبة 37.3% ليربح 630 جنيه وذلك في ظل تزايد المخاوف من بداية العام بشأنعدم قدرة الحكومة المصرية على توفير النقد الأجنبي اللازم للوفاء بمتطلباتها إلىجانب تراجع سعر صرف الجنيه الأمر الذي دفع التضخم إلى مستويات قياسية.خفضت مصر سعر عملتها المحلية 3مرات منذ مارس 2022 وحتى يناير الماضي، ليهوي سعر الجنيه المصري مقابل الدولاربنحو أكثر من 24% خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وبأكثر من 95% منذ بداية الأزمةالروسية الأوكرانية في مارس 2022، ليُتداول حالياً عند 30.95 جنيه لكل دولار.في المقابل لجأ البنك المركزيالمصري إلى رفع الفائدة 10 بواقع 1000 نقطة أساس (10%) منذ بداية عام 2022 وحتىالآن بهدف السيطرة على التضخم الجامح والعمل على جذب الاستثمارات الأجنبيةوالإقليمية لتوفير سيولة دولارية وتشجيع الإقبال على الاستثمار في أدوات الدينالحكومية التي تأثرت منذ الحرب الروسية الأوكرانية بخروج ما يصل إلى 22 ملياردولار بعد بداية دورة رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.هذا وقد صرحت وكالة ستاندرد آندبورز في تقرير أخير لها أن معدلات التضخم قد قفزت في مصر بسبب تعرضها للمخاطرالخارجية الناجمة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما دفع أسعار الفائدة إلىالارتفاع بمقدار 10% لمواجهة هذا التضخم.وأشارت وكالة التصنيف الائتمانيأن الضغوط الخارجية مستمرة على مصر وهو ما قد يعني المزيد من التضخم الأمر الذييضر بمعدل النمو الاقتصادي إلى جانب ارتفاع التكلفة التمويلية وارتفاع تكلفةالائتمان الأمر الذي يضر بالطبقات الاجتماعية المختلفة.جدير بالذكر أن صندوق النقدالدولي يجري حالياً المراجعة الأولى مع مصر في إطار البرنامج الجديد الذي تحصل مصرمن خلاله على 3 مليار دولار خلال 46 شهر والذي تم الاتفاق عليه في ديسمبر الماضيوقد حصلت مصر على الدفعة الأولى وقيمتها 347 مليون دولار.وقد تسببت هذه العوامل المختلفةفي دفع الذهب إلى تسجيل ارتفاع غير مسبوق وهو ما دفع الطلب إلى التزايد كون الطلبعلى الذهب يتزايد طردياً مع ارتفاع السعر، حيث يبحث الجميع عن الملاذ الآمن لحفظاستثماراتهم من وحش التضخم الذي يلتهم الاستثمارات.