الذهب المحلي عيار 21 افتتحتداولات عام 2024 عند المستوى 3170 جنيه للجرام واستمر في التذبذب والتراجع لأكثرمن أسبوع سجل خلاله أدنى مستوى منذ بداية العام عند 3150 جنبه للجرام.كان السبب الرئيسي وراء التراجع فيسعر الذهب اعلان البنك المركزي في 4 يناير عن شهادات الـ 27 % بعائد يصرف سنوي،وشهادات الـ 23.5% بعائد يصرف شهري، والشهادات نجحت أنها تجتذب جزء كبير منالسيولة نقدية الي نتجت عن استحقاق شهادات الـ 25%.من بداية طرح شهادات الـ 27% وحتىيوم 11 يناير جمعت البنوك 205 مليار جنيه في الشهادات الجديدة، ولو نقارن نفسالفترة في عام 2023 من بداية طرح شهادات الـ 25% وحتى 11 يناير 2023 جمعت البنوك155 مليار جنيه.بمعنى أن شهادات الـ 27% جمعت 50مليار جنيه زيادة مقارنة مع نفس الفترة من طرح شهادات الـ 25%.وبكده نستنتج أن شهادة الـ 27%قدرت انها تجتذب سيولة نقدية أعلى من شهادات الـ 25% وقت طرحها، وده تسبب في تأثيرسلبي على أسعار الذهب لأن الأسواق كانت تتوقع أن ينتقل جزء كبير من السيولةالنقدية لشهادات الـ 25% إلى سوق الذهب.بعد ذلك عاد الذهب إلى الارتفاعالتدريجي حتى تسجيل مستوى تاريخي جديد عند 3450 جنيهللجرام، وكانت العوامل الآتية السبب وراء الارتفاع الأخير:- ارتفاع سعر صرف الدولار فيالسوق الموازي لمستويات تاريخية وبالتالي ارتفاع سعر دولار الصاغة الي بيتم تسعيرالذهب من خلاله ليقترب من 60 جنيه للدولار.- ارتفاع أسعار العديد من السلعوالخدمات مع بداية العام الجديد وتوقعات بارتفاع جديد في معدلات التضخم بعد تراجعهخلال الأشهر القليلة الماضية.- إيقاف عدد من البنوك تعاملاتهمبالنقد الأجنبي خارج مصر من خلال البطاقات البنكية بسبب شح الدولار، وتخفيض عددآخر من البنوك حد الاستخدام الشهري ليصل إلى 50 دولار.- عدم انتظام حركة الصاغة وتسعيرالذهب وأخبار عن تراجع المعروض من الذهب الخام والكسر في الأسواق.- توقعات متزايدة بحدوث تعويمجديد في سعر الصرف الرسمي خلال الربع الأول من العام، بالتزامن مع مراجعة صندوقالنقد الدولي.- استمرار محادثات الحكومةالمصرية مع صندوق النقد الدولي بخصوص زيادة قيمة القرض المقدم لمصر إلى 6 ملياردولار من 3 مليار دولار، والعمل على إجراء مراجعات الصندوق وصرف الشريحة الثانيةوالثالثة من القرض.العوامل السابقة ساعدت أن الذهبيرتفع ويسجل مستوى تاريخي جديد، بغض النظر أن السبب وراء الارتفاع ناتج من ارتفاعالطلب بسبب السيولة النقدية من الشهادات أو بسبب ارتفاع عوامل التسعير نفسها زيالدولار في السوق الموازي ونقص المعروض.وبكده يكون التوقعات تحققت والذهبارتفع مع بداية عام 2024 بنسبة أعلى من 8% خلال أول أسبوعين فقط من يناير.ودلوقتي ايه المتوقع لحركة الذهبخلال الفترة القادمة:جميع العوامل المتواجدة في السوقالمحلي حالياً تدعم ارتفاع الطلب على الذهب وارتفاع أسعاره، سواء المخاوف منالآثار السلبية للحرب على غزة أو استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازياو ارتفاع معدلات التضخم والتدهور المستمر في أداء الاقتصاد المصري.والملاحظة الهامة أن سعر الذهبالمحلي انفصل عن سعر الأونصة العالمية الي شهدت من بداية العام تذبذب بين صعودوهبوط بين مستويات محددة، وبالتالي حركة السعر العالمي خارج المعادلة حالياً.وفي حالة عدم تغير هذه العوامليكون العامل الأساسي المؤثر على الذهب المحلي خلال الفترة القادمة هو سعر صرفالدولار الموازي والطلب على الذهب، والتوقعات بتدعم العنصرين أنهم يستمروا فيالارتفاع.مصر تعاني من شح في الدولاروبالتالي سعر الصرف مستمر في الصعود، وجميع العوامل الأخرى تزيد من مخاوف الأفرادوالشركات بشأن مستقبل ضبابي وبالتالي كل من يملك سيولة سيبحث عن ملاذ آمن.ممكن البعض يفضل الشهادات في حاليرغب في الحصول على عائد بشكل دوري، والبعض هيفضل الذهب الي اثبت انه أفضل استثمارلحفظ قيمة النقود حتى الآن.وبالنسبة لتوقعات الأسعار فقدنشهد تراجع تصحيحي لسعر الذهب ممكن يصل إلى منطقة 3170 – 3150 جنيه للجرام وبعدهايكون الذهب جمع زخم صاعد مناسب للعودة إلى الارتفاع ويخترق القمة الي سجلها عند3450جنيه للجرام ويستهدف 3500 ثم 3600 جنيه للجرام.