في حياة الكثير من المصريين، أصبحت الكلمات مثل “الجنيه” و”التضخم” و”الدولار” و”الذهب” و”التعويم” و”التحوط” و”الدين” و”الفائدة” تمثل أرقامًا أكثر منها كلمات في حياتهم اليومية. يقومون بدمج هذه العناصر في معادلاتهم الشخصية للتعامل مع المتغيرات والتحديات المستمرة، وخاصةً في نهاية العام الحالي.تتراوح هذه العناصر بين الجنيه المصري، الذي شهد تأثرًا بالتضخم وارتفاعه إلى مستويات غير مسبوقة، والدولار، والذهب الذي أصبح هدفًا للتحوط وسط صعوبة الحصول على العملة الأمريكية أو الاستثمار في العقارات.من خلال هذا السيناريو، بدأ العديد من المصريين يستخدمون الذهب كوسيلة للتحوط عن طريق الدين. تأثرت مدخراتهم بتدهور القيمة الشرائية للجنيه المصري وارتفاع معدل التضخم، مما جعلهم يبحثون عن وسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم.مع ارتفاع أسعار الذهب بسبب تراجع قيمة الجنيه، أصبح الشراء نقديًا يتطلب سيولة كبيرة. لهذا السبب، بدأ المصريون في شراء الذهب بالتقسيط، حيث يقدم ذلك حلاً للمحافظة على القيمة أثناء تقلبات سعر الجنيه.شركات التمويل الاستهلاكي أتاحت بيع الذهب بالتقسيط، مثلما فعلت شركة كونتكت للتمويل الاستهلاكي بمبادرة “جنيه كونتكت الذهبي” بالتعاون مع منصة منجم لبيع المعادن الثمينة.تثبيت أسعار الأقساط لتسهيل الدفع، حيث يعتبر هذا النهج جذابًا للمستهلكين، ويشدد على الفائدة الاستثمارية للعملية. يشير عمر الفقي، عضو مجلس الإدارة في شركة كونتكت كريدي تك، إلى أهمية جذب شريحة جديدة من المستهلكين وتحويل المنتج إلى استثمار.منصة منجم لبيع المعادن الثمينة اتجهت أيضًا نحو تقديم خيارات أفضل للمدخرين، حيث تسعى إلى بيع أجزاء صغيرة من الذهب لتوفير فرص لصغار المدخرين في السوق المصرية. سعادة الترجمان، الرئيس التنفيذي لشركة فولفينغ القابضة، صاحبة منصة منجم، يشير إلى أن هذا النهج يهدف إلى تشجيع المدخرين على الاستثمار في الذهب والحفاظ على قيمة أموالهم في وجه التقلبات الاقتصادية وتخفيض تكلفة الفائدة.بشكل عام، أصبحت قروض التمويل الاستهلاكي تلقى اهتمامًا متزايدًا في مصر كوسيلة للتحوط من التأثيرات الاقتصادية، على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة.