نقلا عن جريدة الشروق على
الرغم من ارتفاع سعره محليا إلى أعلى مستوى على الإطلاق، يرى عدد من الخبراء
والتجار أن الذهب يبقى أفضل ملاذ آمن فى الفترة الراهنة، للتحوط من التضخم، مع
التوقعات باستمرار صعود سعر المعدن النفيس طوال العام الجارى.
يتحدث لطفى المنيب، نائب رئيس
الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية، إن الذهب هو الوعاء الادخاري الآمن فى
الفترة الحالية للتحوط من أى صدمات قد تحدث لأموال المستثمرين، مثل تخفيض جديد فى
قيمة العملة.
وأشار المنيب أن الذهب حقق
مكاسب تجاوزت 160% فى عام واحد فقط، حيث وصل سعر جرام عيار 21 الأكثر مبيعا فى
مصر إلى 2510 جنيه في الشهر الجارى، مقارنة بـ 900 جنيه فى إبريل السابق .
وأضاف إلى أن الصعود فى أسعار
الذهب تواكب نسبة الارتفاع فى أسعار بقية السلع والخدمات تقريبا، منذ اندلاع الحرب
الروسية الأوكرانية فى مارس 2022، وحتى الآن، لافتا إلى أن الذهب هو الوعاء الادخاري
الوحيد الذي حافظ للمستثمر على قيمة مدخراته كاملة.
وتوقع المنيب أن يستمر سعر
الذهب بمصر فى الصعود، رغم أن أسعار الذهب فى أسواق الصاغة المحلية تزيد عن السعر
العالمى بنسبة 25% تقريبا، مرجعا ذلك إلى ارتفاع الطلب في الفترة
الحالية تخوفا من تراجع ثاني فى قيمة الجنيه.وذكر أن التحالفات الاقتصادية
التى تهدف إلى التبادل التجارى بالعملات المحلية بعيدا عن الدولار، مثل تجمع «البريكس» تؤدى إلى تراجع
مؤشر الدولار (المؤشر الذى يقيس قوة الدولار أمام ست عملات رئيسية)، وهو ما يصب فى مصلحة المعدن الثمين عالميا
في الفترة القادمة .ويربط الدولار والذهب علاقة
عكسية، فعندما تنخفض العملة الأمريكية، تتراجع تكلفة شراء المعدن النفيس من حائزى
العملات الأخرى، ويزيد الطلب العالمى على الذهب، وبالتالى يزداد سعره.ويرى المنيب أنه حال ازداد سعر
صرف الدولار فى البنوك المحلية في الفترة القادمة ،فإن أسعار الذهب ستستكمل طريقها
إلى الارتفاع.واتفق معه نادى نجيب، السكرتير
السابق شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية، متحدثًا : «إن كل يوم وهو
أفضل يوم للشراء»، مؤكدًا أنه رغم زيادة أسعار الذهب المبالغ فيها حاليا، على حد تعبيره، إلا
أنها ستصعد مرة ثانية في الفترة القادمة .وأشار نجيب، أن أسعار الذهب
ستشهد ارتفاعات أخرى، بسبب كثرة الطلب بنسبة كبيرة جدا في الفترة الحالية، التى
تعد موسما مع كثرة حفلات الزفاف فى عيد الفطر، بالإضافة إلى تكالب المستثمرين على
الشراء للتحوط من تراجع قيمة الجنيه المتوقع.وصرح واصف أمين، مستشار شعبة
الذهب باتحاد الصناعات، إن أسواق الصاغة تشهد زيادة كبيرا جدا على الطلب، وهو ما
دفع الأسعار للارتفاع بهذا الشكل، مشيرا إلى أن السبائك والجنيهات لها نصيب الأسد
من المبيعات.
ويرى أمين أن الفائدة الحقيقية
من الأوعية الادخارية الأخرى تكون سالبة، بسبب ارتفاع معدلات التضخم، ضاربا مثالا
بأن التضخم الأساسى كان يسجل 10% فى شهر مارس 2022 عندما طرحت شهادات الـ18%، بينما سجل
التضخم 39.5% فى مارس المنقضى فى وقت استحقاق الشهادة.وأكمل أن الذهب فى تلك الفترة
صعد بنسبة 161% تقريبا، متوقعا استمرار زيادة أسعار المعدن الثمين في الفترة القادمة .
وتوقع واصف إلى أن سعر الأونصة العالمى سيزداد بنسبة كبيرة
بعد أن ينتهى الفيدرالى الأمريكى من سياسة التشديد النقدي، بالإضافة إلى زيادة سعر
الصرف المتوقع فى الأسواق المحلية، واستمرار ارتفاع الطلب على الشراء طوال العام
الجارى على أقل تقدير.