في سبتمبر (أيلول) الماضي، شهدنا هبوطًا في أسعار الذهب بنسبة 3.7٪، وكان معظم هذا الانخفاض خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر. تأتي هذه الانخفاضات نتيجة ارتفاع عوائد السندات الأمريكية بشكل كبير وصعود مؤشر الدولار أمام مجموعة من العملات الرئيسية. هذه الارتفاعات جاءت بسبب الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي وزيادة الطلب على السندات.على الرغم من هذه الأخبار السلبية بالنسبة لحائزي الذهب والمستثمرين فيه، إلا أن الانخفاض في أسعار الذهب يُعتبر فرصة جيدة للشراء. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية وارتفاع معدلات التضخم واستمرار طلب البنوك المركزية على المعدن الأصفر، من المتوقع أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا في المستقبل القريب.سعر الذهب تراوح خلال معظم سبتمبر بين 1900 و1950 دولارًا للأونصة، ولكن الهبوط الحاد في الأيام الأخيرة أدى إلى انخفاضه إلى 1871 دولارًا، مما أسفر عن خسارة شهرية بنسبة 3.7٪.ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وقوة الدولار ساهما في هذا الانخفاض. ورغم ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة، إلا أنها لم تكن كافية لتفسير هذا الهبوط.تتأثر صناديق الذهب العالمية بتدفقات صادرة، حيث شهدت تدفقات سلبية بقيمة 3 مليارات دولار خلال سبتمبر. ويتم توزيع هذه التدفقات بين أمريكا الشمالية وأوروبا. العقود الآجلة للذهب أيضًا شهدت تراجعًا في صفقات الشراء الطويلة بقيمة 4 مليارات دولار.مجلس الذهب العالمي يتوقع استمرار التقلب في أسعار الذهب بسبب تأثير مزيج من المرونة الاقتصادية وزيادة عوائد السندات الأمريكية. وهناك توقعات بزيادة فرص الركود وتقلبات التضخم وزيادة مشتريات البنوك المركزية.مع ذلك، يعتقد المجلس أن العوائد المرتفعة للسندات تعكس تقلبات التضخم، وتشير إلى أن هناك عوامل أخرى مثل ارتفاع أسعار السيارات والإضرابات العمالية وزيادة تكاليف الخدمات الطبية وارتفاع أسعار النفط وزيادة الطلب العالمي على الذهب قد تدفع بأسعار الذهب للارتفاع.البنوك المركزية تستمر في شراء الذهب، وهذا يعزز الطلب على المعدن. بنك الشعب الصيني وبنك الوطني البولندي والبنك الوطني الفيليبيني والبنك المركزي التركي والبنك المركزي الروسي وغيرهم قاموا بزيادة احتياطاتهم من الذهب. ويعتقد المجلس أن هذا الاتجاه ما زال صحيًا نحو الشراء، وأن وتيرة الشراء تشير إلى ارتفاع أسعار الذهب في المستقبل.