تشهد سوق الذهب في الصين تأثيرات سلبية نتيجة التوترات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها البلاد. تراجعت مشتريات الذهب من قبل السكان الصينيين بسبب تراكم الطلب في السنوات الثلاث الماضية بعد فترة القيود الناتجة عن جائحة كورونا، والتشاؤم المتزايد بشأن استعادة الاقتصاد الصيني بشكل سريع، مما يشير إلى عجز التعافي الاقتصادي في البلاد.الصين تنافس الهند كأكبر مستهلك للذهب في العالم من حيث شراء السبائك والعملات الذهبية والمجوهرات. قام البنك المركزي الصيني مؤخرًا بزيادة عمليات شراء الذهب، حيث قام بتعزيز احتياطاته لمدة 7 أشهر متتالية بعد ثلاث سنوات من التوقف.على الرغم من أن الذهب يُنظر إليه عادةً كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الأزمات أو كوسيلة للتحوط ضد التضخم المرتفع، إلا أن الطلب الحقيقي في الصين على المعدن النفيس ساهم في دعم قيمته منذ بداية هذا العام، حيث تجاوز سعره 2000 دولار للأونصة.بيانات المبيعات تشير إلى أن زيادة مبيعات المصوغات الذهبية والفضية بدأت تتباطأ، حيث ارتفعت بنسبة 24% على أساس سنوي في مايو الماضي، وهو معدل أقل بنحو 44% و37% خلال الشهرين الماضيين. تشير هذه الفترة أيضًا إلى إغلاقات طويلة في شنغهاي في العام الماضي بسبب انهيار الطلب على السلع والخدمات في جميع أنحاء الاقتصاد.تواجه الأسواق العالمية تحديات مستمرة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية والاقتصادية مثل الحرب في أوكرانيا والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى مخاوف التضخم والركود العالمي. في هذا السياق، قد تساعد عوامل محلية أخرى مثل ضعف الأسواق الاستثمارية الأخرى مثل الأسهم والعقارات على دعم الطلب على الذهب.وعلى الرغم من تراجع الموجة الشرائية في الصين، يتوقع بقاء مبيعات الأفراد مرتفعة في المستقبل القريب، حيث يعتبر الذهب استثمارًا جيدًا في ظل استمرار مخاوف التضخم، خاصة في الولايات المتحدة.من المتوقع أن يعوض البنك المركزي الصيني أي انخفاض محتمل في مبيعات الأفراد من خلال عمليات الشراء الإضافية التي يقوم بها.نقلا عن موقع اقتصاد لشرق