إصلاحات وتحولات غير مسبوقة
شهدها قطاع التعدين المصرى في السنوات القليلة السابقة سعيًا نحو الاستغلال الأمثل
لموارد مصر التعدينية وتعظيم مساهمة هذا القطاع فى الناتج المحلى الإجمالي للدولة
من حوالى نص٪ إلى 5% بحلول عام 2030.
مشروع تطوير وتحديث قطاع
التعدين تم إطلاقه فى مارس 2018 بالاستعانة كبرى بيوت الخبرة العالمية المتخصصة وتم
إجراء تعديلات على بعض مواد قانون الثروة المعدنية وإصدار لائحته التنفيذية.
وبما يسمح بالاستغلال الأمثل
لثروات مصر التعدينية، كما تم تعديل النظام المالى فى عقود الاستثمار للعمل بنظام
الإتاوة والضرائب بدلاً من نظام اقتسام الإنتاج، ووضع نظام واضح يتسم بالشفافية
والسرعة لمنح تراخيص الاستكشاف
أتت هذه الإصلاحات ثمارها ونجح
طرح المزايدة العالمية للذهب لعام 2020 فى جولتها الأولى بإجمالي 320 قطاعًا فى
الصحراء الشرقية والبحر الأحمر وتم الإعلان عن نتائج المزايدة فى نوفمبر 2020.
والتى حظيت باهتمام 23 شركة اشترت حزم
المعلومات المتاحة بالرغم من تحديات جائحة كورونا
وقتها- فى إقبال استثمارى غير مسبوق، حيث تقدم منها 17 شركة فاز منها 11 شركة ب 82 قطاعًا بالصحراء الشرقية منها 7 شركات عالمية و4 مصرية.
كما تم طرح مزايدة عالمية
للبحث عن الخامات التعدينية والمعادن المصاحبة (الحديد والفوسفات والنحاس والرمال البيضاء
والفلسبار وأملاح البوتاسيوم والرصاص والزنك والكاولين وطمى بحيرة ناصر) فى عدة قطاعات
على مساحة 16 كيلو مترًا مربعًا.
مؤخرا تم الإعلان عن بدء تجارب
تشغيل الإنتاج التجاري للذهب من موقع إيقات بجنوب مصر والذى يأتى تتويجًا الخطة
الطموح التى تم وضعها لبدء الإنتاج مبكرًا منه فى ظل ما يتميز به الموقع، الذي
تقدر احتياطياته حوالى 1.2 مليون أونصة من المعدن الاصفر ،وتبلغ نسبة الاستخلاص
فيه 95% وتعتبر من أعلى نسب الاستخلاص.
الموقع يتميز بأنه استثمار
مصرى خالص فى مجال التنقيب عن الذهب واستغلاله من خلال شركة شلاتين المصرية والتى
تشهد شراكة ناجحة وتعاونًا مثمرًا مع القطاع الخاص المصرى، حيث إنه تم تكوين شركة
إيقات لمناجم الذهب بين كل من شلاتين وهيئة الثروة المعدنية وشركة الثروات
والموارد للتعدين القائم بالأعمال فى منطقة الكشف، ومن ثم تم البدء فى العمل على
إقامة تسهيلات وبنية تحتية ذات كفاءة عالية والتشغيل من خلال مجموعة من الشباب
المصرى ذوى المهارات والخبرات ضمن منظومة تضم معهم بعض الخبراء العالميين
المتخصصين.
ومع بدء تجارب تشغيل الإنتاج
التجارى أصبح «إيقات» ثالث موقع فى مصر يقوم باستخراج الذهب والمعادن المصاحبة، والذى يضاف إلى
الخطوات المهمة التى يحققها ملف التعدين، كما يعد إحدى ثمار استراتيجية تطوير
وتحديث هذا القطاع الواعد لارتفاع مساهمته فى الناتج القومى وتنمية المجتمعات التى
يتواجد بها، والتى بدأت بتعديل قانون التعدين ولائحته التنفيذية مرورًا بتطوير
النظام المالى ونظام التراخيص.
ومن المتوقع مع ما تحقق من
إصلاحات فى قطاع التعدين جذب مزيد من الاستثمار فى هذا القطاع الحيوى، لا سيما بعد
بدء الإنتاج من إيقات، والإعلان عن نتائج مزايدة الذهب العالمية مؤخرًا والتى
أسفرت عن فوز 11 شركة عالمية ومحلية بمناطق امتياز للبحث والتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة
واستغلالها.
أما منجم السكرى فقد حقق 5.2 مليون أونصة
ذهب منذ بدء الإنتاج -2009- وحتى نهاية فبراير السابق وتقدر إيراداتها بحوالى 7.5 مليار $، بالاضافة إلى
قدرته المتوقعة على تحقيق المزيد في ظل الاستثمارات النشاط الاستكشافى المكثف به.
وتكثيف الأنشطة الاستكشافية
بالمنجم في العامين السابقين ،تم إضافة حوالى 2 مليون أونصة للاحتياطى المعدنى كما تم إطالة
عمر المنجم تحت السطحى من 3 إلى 9 سنوات، من خلال إضافة حوالى نصف مليون أونصة
احتياطياته، ومن أهم المميزات التي تحققت بالمنجم هو تنفيذ استكشاف جيوفيزيقي
باستخدام تقنيات حديثة لأول مرة فى مصر، بالتعاون مع شركة خدمات البترول الجوية،
والذي تم بدعم من وزارة البترول والثروة المعدنية، ومن المستهدف إنتاج ما بين 450 إلى 480 ألف أونصة من
المنجم في العام الحالى 2023.
المهندس طارق الملا، وزير
البترول والثروة المعدنية، صرح أن الإصلاح والتطوير الذى يشهده قطاع التعدين فى
مصر يثمر فرصًا استثمارية واعدة، وخاصة فى ظل التوجه لتحويل مصر لوجهة تعدينية على
مستوى عالمى باستغلال ما يتوافر لها من مقومات تنافسية، وأكد أن مصر تمتلك طبيعة
جيولوجية متميزة وتوافر أنواع عديدة من المعادن فضلاً عن مصادر الطاقة والكوادر
التعدينية المتميزة والبنية الأساسية من شبكات الطرق والنقل والمطارات والموانئ
المطلة على اثنين من أهم طرق التجارة البحرية عالميًا.
أكد الوزير، أنه تم في العامين
الماضيين توقيع 15 عقدًا جديدًا مع شركات عالمية ومحلية للتنقيب وإنتاج
المعادن النفيسة ،وقال إلى أن مصر تعد واحدة من أهم الدول المصدرة للفوسفات، وأن
استراتيجية الوزارة تتبنى مشروعات تحقق القيمة المضافة من الفوسفات من خلال
مشروعات الأسمدة الفوسفاتية وحمض الفوسفوريك، وأشار أن مصر تتميز بوجود الهيئة
المصرية للثروة المعدنية والتي يمتد تاريخها لأكثر من 100
سنة،وأكد إلى أن مصر تضع نصب
أعينها التوسع فى الصناعات التكميلية التى تقوم على المعادن المختلفة التي تزخر
بها أراضيها لتحقيق أعلى قيمة مضافة.
وأكمل إلى أن الوزارة تعمل على
خطط طموح لارتفاع مواقع الإنتاج ومواقع البحث والاستكشاف التعدينى، مما يفتح الباب
أمام زيادة هذا النشاط وما يحققه من عوائد اقتصادية وفرص عمل توفرها الشركات
الوطنية التى تقدم الخدمات المساعدة فى مجال توفير أجهزة الحفر والقياس والشحن
والنقل.
وأكد الملا أن هناك مناجم
بمنطقة امتياز «إيقات» يتم فيها في الوقت الحاضر أعمال البحث والاستكشاف لكثرة الاحتياطى والإنتاج،
وأكمل إلى أنه يتم حاليًا إنتاج سبائك مبدئية بالموقع يتم دمغها من خلال مصلحة
الدمغة والموازين بالعيار المناسب نوعيتها أو دمغ الذهب المستخرج من المناجم وختمه
بالكود الدولى «9999» تمهيدًا للتصدير أو استخدامه فى ارتفاع احتياطيات
مصر من المعدن النفيس بالتعاون مع البنك المركزى.