نقلا عن جريدة الشروق إذا كنت
ترغب بأن تدخل في مسألة المعادن النفسية ،عليك أن تعرف أن قيمة الذهب النقدية تقوم
على عدة قوى متباينة للسوق. ولهذا السبب، قبل أن
تبدأ بالبحث عن الذهب، نقدم لك
ما عليك معرفته.
إن مقدار الطلب للذهب ينشأ من
عدة مصادر ومنها الاستثمار، والبنوك المركزية، والتكنولوجيا والمجوهرات. فإن طلب
المجوهرات يمثل ما يقارب 30% من طلب الذهب العالمي، والتي تعتبر من المدفوعات
الأساسية عند بعض الثقافات وفي بعض المواسم مثل دول الصين والهند، فإنهم يرون بأن
المجوهرات الذهبية هي رمز للمكانة والثروة كما يرتفع الطلب عليها فترة فترة حفلات
الزفاف والمهرجانات والأعياد.
ويشكل طلب الاستثمار ما يزيد
عن 50% من طلب الذهب العالمي، وذلك يتضمن السبائك والعملات الذهبية والمنتجات المالية
أيضاً مثل صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة والخيارات والعقود الآجلة.
يمكن للطلب أن يتأثر بعدة
عوامل كالظروف الاقتصادية والقدرة على المخاطرة وحالة السوق واستراتيجيات التحوط
وتنويع المحفظة.
أما طلب التكنولوجيا يمثل ما
يعادل 7% للطلب العالمي للذهب. وذلك لأن صناعات عدة تقوم على الذهب في التوصيلات
الكهربائية والتوافق الحيوي ومقاومة التآكل، فضلًا عن طب الأسنان، والإلكترونيات
والفضاء والطب.
أما عن البنوك المركزية فإن
طلبها يشكل نسبة كبيرة وهي 13% لطلب الذهب العالمي. وذلك لأن البنوك المركزية تحتفظ باحتياطي
ذهب والذي يعتبر جزء من إدارتهم للصرف الأجنبي وسياستهم النقدية. يقومون ببيع
وشراء الذهب بناء على توقعاتهم للنظام المالي والاقتصاد العالمي وكذلك على أهدافهم.
والقاعدة العامة هي أن كلما
ارتفع طلب الذهب، ارتفع سعره بشكل أكبر.
يعتبر المؤثر الثاني على سعر
الذهب هو الذهب المعروض، فإن توريد الذهب ينتج من مصدرين أساسيين وهما إعادة
التدوير وإنتاج التعدين.
إن إنتاج التعدين هو كمية
الذهب الذي يتم استخراجه من الأرض في كل عام، والذي يقوم على عوامل عديدة كالظروف
الجيولوجية ونشاط الاستكشاف واللوائح البيئية والابتكار التكنولوجي والاستقرار
السياسي. إن إنتاج التعدين يعتبر مستقر نوعًا ما في الأعوام الأخيرة، وذلك لأن متوسط
النمو لكل سنة بلغ ما يعادل 3%.
عادة ما تعني إعادة التدوير
الخردة أو الذهب القديم الذي يتم الحصول عليه من عدة مصادر والتي تضم العملات
الذهبية، والالكترونيات، والمجوهرات والأسنان. يقوم هذا على عوامل عديدة وتشمل سلوك
المستهلك والحوافز السعرية والوعي البيئي ووفرة وسائل التجميع. وقد تعرضت إعادة
التدوير لعدة تقلبات في الأعوام الأخيرة والتي تتراوح من 25%
حتى 35%
لإجمالي العرض.
يعتبر المؤثر الثالث على سعر
الذهب هو سعر الدولار الأمريكي. وذلك لأن سعر الدولار يشير إلى قدرة دولار واحد على
شراء السلع أو العملات أو الخدمات. ويتحدد هذا وفقًا لعوامل كثيرة وهي التضخم وأسعار
الفائدة والسياسة المالية والميزان التجاري والأحداث الجيوسياسية والسياسة النقدية. إن سعر الدولار
الأمريكي يتناسب عكسًا مع سعر الذهب، وهذا يعود لتسعير الذهب بالدولار الأمريكي
داخل الأسواق الدولية وتطبيق الاستثمار الذي يتم التداول في الذهب من خلاله. وعند تعادل
العوامل الثانية، يميل الدولار القوي للتقليل من سعر الذهب وذلك بشراء ذهب أكثر،
ويميل الدولار الضعيف لرفع سعر الذهب بسبب شراء ذهب أرخص
إن المؤثر الرابع على سعر
الذهب يتمثل في التضخم، وذلك لأنه يشير لسرعة زيادة الأسعار بشكل عام مع مرور
الوقت. ويمكن قياسه باستخدام بعض المؤشرات والتي تضم مؤشرات أسعار المنتجات ومؤشرات
سعر المستهلك وعوامل انكماش إجمالي الناتج المحلي. كما أنه يتأثر بالعديد من العوامل وهي ضغط
الطلب وعرض النقود وأسعار الصرف والتوقعات وضغط دفع التكلفة. بشكل عام يرتبط
التضخم بأسعار الذهب بطريقة إيجابية لأنه يعمل على التقليل من التضخم. وعندما تتعادل
العوامل الثانية، يعمل التضخم على زيادة سعر الذهب بسبب تآكل قوة شراء العملات
الورقية
إن المؤثر الخامس على سعر
الذهب هو سعر الفائدة. فإن سعر الفائدة يدل على تكلفة إقراض الأموال أو
الاقتراض والتي يمكن تحديدها بوساطة عوامل عديدة توقعات السوق سياسات البنك
المركزي والنمو الاقتصادي والتضخم أخطار الائتمان. يتعلق سعر الفائدة بشكل غير متسق ومعقد مع
سعر الذهب. قد يظن البعض أن سعر الفائدة المتزايد يقلل من استثمار الذهب لأنه يرفع من
الفرص البديلة للحصول على الذهب خاصة أنه لا يقدم أي أرباح أو فوائد. كما أنهم يعتقدون
أن سعر الفائدة العالي يجعل الدولار الأمريكي أقوى، والذي يقلل سعر الذهب.
وبالرغم من هذا، فإن بيانات
التاريخ تشير بأن سعر الفائدة وسعر الذهب لا تتناسب عكسًا بشكل دائم. مثلًا خلال فترة
السبعينيات، زاد سعر الفائدة وسعر الذهب بشكل عنيف بسبب ضعف المعرفة الجيوسياسية
وارتفاع التضخم.
هناك عدة عوامل تؤثر على سعر
الذهب وتؤثر على بعضها، وإن فهم تلك العوامل يساعد المستثمرين أن يقيموا سعر الذهب
واتخاذ القرارات الصائبة عند بيع أو شراء الذهب.
ومع هذا، يجب أن يعرف
المستثمرون أن هناك عوامل كثيرة تؤثر على سعر الذهب والتي لم يتم ذكرها في
المقالة، وتتضمن معنويات السوق والأحداث الجيوسياسية والتلاعب والمضاربة.
لهذا السبب، يجب أن يجري
المستثمرين دائمًا تحليلات وأبحاث قبل أن يستثمرون في الذهب وأي أصول أخرى.