صدر اليوم عن الولايات المتحدة الأمريكي تقرير الوظائف عن شهر أغسطس، وهو أحد أهم التقارير التي يعتمد عليها البنك الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرارات السياسة النقدية، وقد جاء التقرير بنتائج متضاربة بشكل كبير دفعت أسعار الذهب العالمي إلى التذبذب، بينما تجاهل السوق المحلي تأثير الخبر.أظهر التقرير ارتفاع أعداد الوظائف الجديدة خلال الشهر الماضي بمقدار 187 ألف وظيفة بعد أن كانت التوقعات بقيمة 169 ألف وكانت القراءة السابقة لشهر يوليو بقيمة 157 ألف بعد أن تم تعديلها من 187 ألف.على الرغم من تزايد أعداد الوظائف الجديدة إلا أن التقرير أظهر ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 3.8% وهو أعلى معدل منذ فبراير 2022 بعد أن كانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 3.5%.بينما تراجع متوسط الأجور ليصبح بنسبة 0.2% بعد أن كانت القراءة السابقة بنسبة 0.4% وكانت التوقعات تشير إلى 0.3%.البيانات تعد متضاربة بشكل كبير وتأثيرها أيضاً جاء متضارب على الأسواق العالمية، فبمجرد صدور البيانات ارتفعت أسعار الذهب العالمي ليسجل أعلى مستوى في 4 أسابيع عند 1952 دولار للأونصة، وذلك بعد أن تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات ليسجل أدنى مستوى خلال جلسة اليوم.ولكن بعد مرور وقت قليل عدلت الأسواق من وضعها ليشهد الدولار الأمريكي ارتفاع كبير مقابل العملات الأخرى ويرتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.3% الأمر الذي دفع الذهب إلى التراجع أيضاً ليفقد جميع المكاسب التي سجلها خلال جلسة اليوم ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1940 دولار للأونصة.بعد استيعاب الأسواق البيانات عاد الذهب إلى التراجع لأن بيانات الوظائف جاءت مناسبة بشكل كبير للبنك الفيدرالي الذي يبحث عن تراجع معتدل في أداء قطاع العمالة وهو ما أظهره هذا التقرير.الأسواق الآن تسعر على احتمال بنسبة 92% أن يبقي البنك الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة دون تغير خلال اجتماع سبتمبر الجاري، واحتمال آخر بنسبة 63.2% أن يقوم البنك برفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر القادم.التأثير على الأسواق المحلية جاء منعدم تقريباً بسبب تضارب البيانات وعدم وضوح السياسة النقدية للبنك الفيدرالي، لتستمر أسعار الذهب محلياً في التداول في نطاق بين 2200 – 2225 جنيه للجرام عيار 21 الأكثر شيوعاً.السوق المحلي حالياً متأثراً بتراجع في الطلب على الدولار في السوق الموازية الأمر الذي أدى إلى تراجع سعره بعض الشيء، هذا إلى جانب ضعف حالي في الطلب على الذهب الأمر الذي يجعل السعر يميل أكثر إلى الهبوط.يستمر الترقب أيضاً في الأسواق المحلية لمراجعة صندوق النقد الدولي المقرر لها خلال شهر سبتمبر الجاري، وهل سيكون هناك تعويم جديد في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، خاصة أن عدد من تقارير المؤسسات المالية العالمية أشارت إلى ضرورة حدوث التعويم الذي قد يصل بسعر صرف الجنيه مقابل الدولار إلى مستويات 35 – 37 جنيه لكل دولار وفقاً لتوقعات مؤسسة ستاندرد آند بورز.