أغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، ولكن تمكن المعدن النفيس من تسجيل ارتفاع خلال شهر أكتوبر للشهر الثالث على التوالي. يأتي هذا التراجع بسبب التصحيح السلبي الذي يشهده الذهب منذ تسجيل أعلى مستوى تاريخي في أكتوبر.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.7% حيث سجل أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 3886 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 4085 دولار للأونصة وأغلق الأسبوع عند 4002 دولار للأونصة.
على المستوى الشهري سجل الذهب خلال شهر أكتوبر ارتفاع بنسبة 3.7% وسجل خلال الشهر أعلى مستوى تاريخي للذهب عند 4381 دولار للأونصة، ليسجل ارتفاع للشهر الثالث على التوالي.
في المقابل يتداول الدولار الأمريكي حالياً قرب أعلى مستوى له في ثلاث أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، الأمر الذي يجعل الذهب الذي يتم تسعيره بالدولار أكثر تكلفة على حائزي العملات الأخرى.
خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة يوم الأربعاء الماضي بمقدار ربع درجة مئوية، أيضاً أشار رئيس البنك باول بوضوح أن البنك لم يحسم بعد قرار خفض الفائدة خلال اجتماعه القادم في ديسمبر، وان استمرار اغلاق الحكومة الأمريكية يؤثر على أوضاع الاقتصاد ويجعل البنك الفيدرالي أكثر حذراً في اتخاذ قراراته.
تأثير هذه التصريحات كان سلبي على أسعار الذهب لأنه يقلل من توقعات خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك القادم في ديسمبر، خاصة مع إشارة البنك إلى إمكانية ارتفاع التضخم بشكل مستدام وهو الأمر الذي يتطلب معه توقف البنك عن خفض الفائدة.
التصريحات المتشددة لرئيس البنك جيروم باول دفعت الأسواق أن تقدر الآن احتمالية بنسبة 63% لخفض سعر الفائدة في ديسمبر، بانخفاض عن أكثر من 90% في وقت سابق من الأسبوع.
صرحت بيث هاماك رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند يوم الجمعة بأنها عارضت خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة هذا الأسبوع، مضيفة أن الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى الحفاظ على بعض القيود لخفض التضخم.
تصريحات هاماك تعد مضادة للذهب بشدة حيث أصبحت ثالث رئيسة إقليمية للاحتياطي الفيدرالي تعارض علنًا أي تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة في هذه المرحلة نظرًا لارتفاع التضخم. وهذا يظهر أن السوق كان مفرطًا في تفاؤله بشأن أسعار الفائدة المنخفضة.
هذا وقد أعلن بنك الاستثمار العالمي مورغان ستانلي يوم الجمعة أنه لا يزال يتوقع ارتفاع سعر الذهب بفضل تخفيضات أسعار الفائدة، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، ومشتريات البنوك المركزية، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي. يتوقع البنك أن يبلغ متوسط سعر الذهب 4300 دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2026.
من جهة أخرى صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس بأنه سيخفض الرسوم الجمركية على الصين من 57% إلى 47% مقابل اتخاذ بكين إجراءات صارمة ضد تجارة الفنتانيل غير المشروعة، واستئناف مشتريات فول الصويا الأمريكي، والحفاظ على تدفق صادرات المعادن النادرة.