ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مدفوعاً بالطلب على الملاذ الآمن وسط حالة عدم اليقين بشأن مفاوضات التجارة الأمريكية قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية في 9 يوليو، في حين قدم ضعف الدولار دعمًا إضافيًا.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 1.1% ليسجل أعلى مستوى منذ 3 جلسات عند 3342 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 3303 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3340 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.9% عقب تسجيله أدنى مستوى منذ أكثر من شهر، ليشهد دعم من الطلب على الملاذ الآمن قد يدفعه إلى تعويض معظم الخسائر التي سجلها الأسبوع الماضي بسبب وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني.
يتزايد الطلب من قبل المستثمرون نحو أصول الملاذ الآمن قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس ترامب لفرض رسوم جمركية في 9 يوليو. فقد ارتفعت أسعار الذهب مع ترقب المستثمرين لصفقات تجارية قبل الموعد النهائي الذي من المقرر أن ينتهي الأسبوع المقبل والخاص بتعليق تطبيق التعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا والذي بدأ في 2 أبريل، حيث لم تتوصل الولايات المتحدة إلا إلى اتفاقيتين تجاريتين حتى الآن مع الصين والمملكة المتحدة.
وقد أعرب ترامب يوم الاثنين عن إحباطه من مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة واليابان، في حين حذر وزير الخزانة سكوت بيسنت من إمكانية إخطار الدول برسوم جمركية أعلى بكثير. وتواجه الدول التي تفشل في التوصل إلى اتفاقيات تجارية قبل الموعد النهائي إعادة فرض تعريفات جمركية متبادلة تصل إلى 50%.
من جهة أخرى سجل الدولار الأمريكي المزيد من الانخفاض مقابل العملات الرئيسية ليسجل أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات، الأمر الذي يزيد من جاذبية الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
يأتي هذا التراجع في مستويات الدولار الأمريكي وسط ضغط كبير يمارسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة، وهو الأمر الذي يدعم الذهب من ناحية ويزيد من الضغط السلبي على الدولار من ناحية أخرى.
تتوقع مؤسسة جولدمان ساكس المالية الآن ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام بدءًا من سبتمبر، بزيادة عن توقعاته السابقة بتخفيض واحد فقط في ديسمبر، مشيرًا إلى تأثير طفيف للرسوم الجمركية وضعف سوق العمل.
يصدر هذا الأسبوع أيضاً بيانات سوق العمل الأمريكي عن شهر يونيو، حيث يصدر تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي يوم الخميس بدل من يوم الجمعة بسبب العطلات في الولايات المتحدة، وهو المؤشر الأكثر متابعة من قبل الأسواق كونه يحدد وضع قطاع العمالة الأمريكي ويدخل في حسابات البنك الفيدرالي الأمريكي المباشرة لقرار أسعار الفائدة.
هذا وقد أشار بنك HSBC أن أسعار الذهب الصاعدة قد ترتفع على المدى القريب، إلا أن عوامل السوق المادية والمالية قد تؤثر سلبًا على سعر السبائك بحلول نهاية عام 2025. ليرفع البنك أهدافه لأسعار الذهب هذا العام إلى 3215 دولار للأونصة، ارتفاعًا من توقعات سابقة بلغت 3015 دولار للأونصة. وبالنسبة لعامي 2026 و2027 قام البنك برفع متوسط توقعات السعر إلى 3125 دولار للأونصة و2925 دولار للأونصة على التوالي.