ارتفعت سعر الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي ليسجل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك في ظل قوة الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات قبل بداية الفترة الرئاسية الثانية لدونالد ترامب، وقد استطاع هذا أن يقلص التأثير السلبي لقوة تقرير الوظائف الأمريكي على الذهب.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% ليسجل أعلى مستوى منذ 4 أسابيع عند 2697 دولار للأونصة قبل أن يغلق عند المستوى 2689 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات الأسبوع عند 2639 دولار للأونصة.
الذهب ارتفع للأسبوع الثاني على التوالي بدعم من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق الذي يتزايد مع اقتراب تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير، حيث يشعر المستثمرون بالقلق إزاء تعهده بفرض رسوم جمركية على مجموعة واسعة من الواردات، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى تأجيج التضخم والحد بشكل أكبر من قدرة البنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة.
كما أظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع أن صناع السياسات كانوا حذرين بشأن خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، وسط التضخم الثابت وعلامات على المرونة في سوق العمل.
وعبر أعضاء البنك الفيدرالي عن بعض المخاوف بشأن الضغوط التضخمية الناجمة عن السياسات الحمائية والتوسعية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ومن المتوقع أن يتزايد عدم اليقين بشأن خططه قبل تنصيبه في 20 يناير.
يوم أمس صدر تقرير الوظائف الحكومي عن الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر ديسمبر، ليظهر ارتفاع أكبر من المتوقع وأكبر من القراءة السابقة في أعداد الوظائف الجديدة التي تم إضافتها خلال الشهر الماضي، هذا بالإضافة إلى تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.1% من 4.2%.
انخفضت أسعار الذهب لفترة وجيزة بعد صدور التقرير وسجلت أدنى مستوى يوم أمس عند 2664 دولار للأونصة، ولكن أسعار السبائك انتعشت بسرعة وبلغت أعلى مستوياتها منذ الثاني عشر من ديسمبر لتحقق ارتفاع أسبوعي يقترب من 2%.
تصرف الذهب بمرونة في مواجهة تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع حيث كان المفترض أن القراءة القوية للوظائف تزيد من التوقعات أن البنك الفيدرالي سيقلل من عمليات خفض الفائدة إلى مرة واحدة هذا العام، ولكن أحد العوامل التي دعمت الذهب هو حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير.
تلاشى رد الفعل السلبي للذهب بشكل سريع بعد تقرير الوظائف الأمريكي القوي، وعكس المتداولين مراكزهم سريعا نحو الشراء، الأمر الذي يدل على توقع الأسواق لقيام البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام.
من جهة أخرى ارتفع الدولار الأمريكي وسجل يوم أمس اعلى مستوى جديد منذ أكثر من عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية، وذلك بعد تقرير الوظائف القوي الذي سيعمل على إيقاف سياسة التيسير النقدي من قبل البنك الفيدرالي، وبذلك يكون سجل الدولار 6 أسابيع متتالية من الصعود.
استطاع الذهب بالرغم من هذا الحفاظ على مكاسبه نظراً لأن ارتفاع كلا من الدولار والذهب ناتج عن تزايد الطلب على الملاذ الآمن، بينما قد يبدأ التأثير العكسي بينهما في الحدوث بعد صدور القوانين والسياسات الجديدة بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي أن ارتفاع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته التاريخية في عام 2024، أدى إلى تحول شهية المستثمرين العالميين لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب أخيرًا وسجل أول تدفق سنوي في أربع سنوات.
وقد أدى ارتفاع أسعار الذهب، إلى جانب تدفقات صافية صغيرة ولكنها إيجابية بقيمة 3.4 مليار دولار أمريكي عبر صناديق الذهب العالمية المدعومة ماديًا، إلى دفع إجمالي أصولها المدارة للقفز بنسبة 26% في عام 2024 إلى 271 مليار دولار أمريكي. ومع ذلك انخفضت الحيازات الجماعية بشكل طفيف بنسبة (-0.2%) في عام 2024.
وفي شهر ديسمبر الماضي عادت التدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بمقدار 3.6 طن من الذهب، وذلك بعد أن شهد شهر نوفمبر خروج تدفقات بمقدار – 28.5 طن.