انخفضت أسعار الذهب قليلاً خلال تداولات اليوم الخميس مع توخي المستثمرين الحذر قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية، إلا أن الذهب بقي قريباً من أعلى مستوياته القياسية بفضل التوقعات القوية بخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 3622 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3644 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3630 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد ارتفاع طفيف لأسعار الذهب يوم أمس ليظل السعر يتداول بالقرب من أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله يوم الثلاثاء الماضي عند 3674 دولار للأونصة بعد أن اقترب سعر الذهب من تسجيل ارتفاع بنسبة 40% هذا العام.
الذهب يحافظ على مكاسبه الأخيرة مع ترقب الأسواق لبيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي وتأثيرها على توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي. يأتي هذا بعد أن انخفضت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في أغسطس بسبب انخفاض الخدمات التجارية والزيادات الطفيفة في تكاليف السلع.
يذكر أن بيانات الوظائف غير الزراعية التي جاءت أضعف من المتوقع الأسبوع الماضي، إلى جانب التقديرات المعدلة التي كشفت عن انخفاض قدره 911 ألف وظيفة خلال الاثني عشر شهرًا حتى مارس، قد ساعدت على تزايد توقعات الأسواق بخفض الفائدة وتحرك البنك الفيدرالي إلى التيسير النقدي.
يشير الاتجاه الحالي للذهب إلى ارتفاع لكن في حال صدور تقرير قوي لمؤشر أسعار المستهلك قد يعمل هذا على دعم الدولار وبالتالي يضر بأسعار الذهب على المدى القصير مما يؤدي إلى تراجعها. ومع ذلك قد تكون خسائر الذهب محدودة إذ من غير المرجح أن تتخلى الأسواق عن توقعات خفض أسعار الفائدة حتى لو تم تأجيلها لفترة أطول.
من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يوم الأربعاء المقبل، بينما وضع المستثمرون في الحسبان احتمالًا ضئيلًا لخفضها بمقدار 50 نقطة أساس.
كما دعمت المخاوف بشأن استقلال البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الذهب. فقد منع قاضي فيدرالي الرئيس دونالد ترامب مؤقتًا من إقالة ليزا كوك محافظة الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن سعى البيت الأبيض إلى إقالتها في خطوة أثارت قلق المستثمرين بشأن التدخل السياسي المحتمل في السياسة النقدية.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب شهدت تدفقات للشهر الثالث على التوالي في أغسطس بقيادة الصناديق الغربية مجددًا. وقد ارتفعت أصول الصناديق المدارة إلى ذروة أخرى في نهاية الشهر. بينما ظلت أحجام تداول سوق الذهب مستقرة بشكل عام بمتوسط 290 مليار دولار أمريكي يوميًا.
اجتذبت صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة ماديًا بالذهب 5.51 مليار دولار أمريكي في أغسطس، لتمدد بذلك سلسلة تدفقاتها إلى ثلاثة أشهر.
خلال الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر سجلت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات نقدية بمقدار 36.5 طن ذهب، وهو أعلى مستوى منذ منتصف شهر ابريل، وذلك بقيادة صناديق أمريكا الشمالية التي شهدت تدفقات بمقدار 25.8 طن ذهب.