شهد الذهب العالمي ارتفاع كبير خلال الأسبوع الماضي سجل خلاله مستوى تاريخي جديد بعد تقلبات حادة في الأسواق العالمي بسبب تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وسط مخاوف من الركود الاقتصادي الذي قد يصيب الاقتصاد العالمي بسبب تداعيات هذه الحرب، مما زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 6.6% وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ مارس من عام 2023، ليسجل اعلى مستوى تاريخي عند 3245 دولار للأونصة ويغلق جلسة الأسبوع عند 3237 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 3030 دولار للأونصة.
موجة الصعود الحادة بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي ولمدة 3 أيام ارتفع سعر أونصة الذهب بأكثر من 260 دولار، ليتخطى قمته السعرية الأخيرة عند 3167 دولار للأونصة ليسجل هذه القمة الجديدة.
ينظر إلى الذهب بوضوح على أنه الملاذ الآمن المفضل في الأسواق حالياً في الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب التجارية لترامب ضد الصين بشكل كبير ومتسارع. فقد رفعت الصين رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125% يوم الجمعة لتشير أنها لن تقوم بزيادة التعريفات مرة أخرى، وأن ما تقوم به الولايات المتحدة من زيادات مستمرة للرسوم الجمركية على الصين هي مجرد لعبة أرقام لن تنخرط فيها الصين وأن ليست ذات أهمية اقتصادية/ مما زاد من حدة المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم.
انهارت الأسهم الأمريكية والعالمية خلال هذا الأسبوع بشكل كبير بعد أن فرضت الولايات المتحدة التعريفات الجمركية التبادلية على الصين وكافة الشركاء التجاريين، ولكن مؤشرات الأسهم عادت إلى الانتعاش من جديد بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن وقف التعريفات لمدة 90 يوم عن الدول الأخرى ما عدا الصين.
انخفض الدولار الأمريكي بشكل حاد وسجل أدنى مستوياته منذ عدة سنوات مقابل سلة من العملات الرئيسية ليساعد هذا في ارتفاع مستويات الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربطه بالدولار الأمريكي.
من جهة أخرى تراجعت أسعار السندات الحكومية الأمريكية بشكل كبير وارتفع في المقابل العائد على هذه السندات بهدف جذب المستثمرين إلى شرائها، وذلك بسبب تراجع ثقة الأسواق في الولايات المتحدة كشريك تجاري مما قلل من الطلب على السندات الأمريكية.
في المقابل انتقلت استثمارات ضخمة من أسواق السندات إلى الذهب الذي يعتبره المستثمرين الملاذ الآمن الوحيد الآن، ولم يتأثر الذهب بارتفاع العائد الكبير على السندات الأمريكية لأن السبب في هذا الارتفاع أصبح واضح وهو محاولة جذب المستثمرين الذين تخلوا عن السندات.
أما عن البيانات الاقتصادية التي صدرت خلال الأسبوع الماضي فكان أهمها بيانات مؤشر أسعار المستهلكين وأسعار المنتجين عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المؤثرات التي تقيس معدلات التضخم الأمريكي وأظهرت تراجع على غير المتوقع خلال شهر مارس، الأمر الذي زاد من التوقعات أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة بحلول منتصف العام، وتزايدت توقعات المستثمرين أن البنك قد يخفض 1% كاملة خلال هذا العام.
ساعدت التوقعات بخفض الفائدة بعد بيانات التضخم الضعيفة أسعار الذهب في الارتفاع من جهة أخرى، لأن تراجع الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
هذا وقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب سجلت أكبر تدفق ربع سنوي في ثلاث سنوات خلال الفترة من يناير إلى مارس 2025.
فقد أعلنت صناديق الذهب المتداولة العالمية المدعومة ماديًا عن تدفقات قوية في مارس بلغ مجموعها 8.6 مليار دولار أمريكي وقد ساعد ذلك في رفع إجمالي تدفقات الربع الأول البالغة 21 مليار دولار أمريكي (226 طنًا) إلى ثاني أعلى مستوى ربع سنوي بالدولار، بعد 24 مليار دولار أمريكي (433 طنًا) في الربع الثاني من عام 2020.