شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الخميس في ظل ترقب الأسواق لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التعريفات الجمركية والتي قد تؤدي إلى تصعيد الحرب التجارية العالمية، وذلك بالرغم من ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة بأعلى من التوقعات خلال شهر يناير.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى عند 2922 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2904 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2914 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بنسبة 1% بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية، ولكن سرعان ما عاد السعر للتعافي مجددا ليغلق تداولات الأمس مرتفعاً بنسبة 0.2% لتظل التداول مستقرة فوق المستوى 2900 دولار للأونصة.
صدرت يوم أمس بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر يناير، والذي يعد مقياس التضخم الرئيسي ليظهر ارتفاع بأعلى من المتوقع في معدلات التضخم، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من فرص خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا العام.
وبالرغم من ارتفاع التضخم إلى مستويات الدولار الأمريكي تراجعت الأمر الذي ساعد أسعار الذهب على الارتفاع بالإضافة إلى استمرار الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الحالية بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة الأمريكي.
من جهة أخرى يصدر اليوم مؤشر أسعار المنتجين والذي يقيس التضخم من وجهة نظر الشركات والمصنعين في الولايات المتحدة، والذي قد يساهم أيضاً في حركة الذهب، خاصة بعد شهادة رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس في اليومين الماضيين التي أوضح خلالها إن معركة البنك المركزي مع ارتفاع الأسعار لم تنته وأن أي تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة يجب أن تنتظر حتى يتضح أن التضخم سيعود إلى هدفه البالغ 2%.
تظل الأسواق متوترة بشأن التضخم الذي تدعمه زيادة التعريفات التجارية الأمريكية والتي سيتحملها المستوردون المحليون، يذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب قد وافق في وقت سابق من هذا الأسبوع على فرض تعريفات جمركية بنسبة 25٪ على جميع واردات الصلب والألومنيوم، كما أشار إلى إنه سيفرض قريبا رسوما جمركية متبادلة على كل دولة تفرض رسوما جمركية على الواردات الأميركية، في خطوة تزيد من المخاوف من اتساع حرب التجارة العالمية وتهدد بتسريع التضخم الأميركي.
هذا ويواصل الذهب العمل بديل رئيسي لتنوع المحافظ المالية وسط حالة عدم اليقين التجاري، حيث يسعى المشاركون في السوق إلى التخفيف من تقلبات الأسواق بالاستثمار في الذهب، وهو ما ساعد المعدن النفيس على تجاهل ارتفاع بيانات التضخم الأمريكي يوم أمس والتي كان من المفترض أن تدفع سعر الذهب إلى التراجع بسبب تزايد الفرص حالياً أن البنك الفيدرالي لن يلجأ إلى خفض الفائدة وهو الأمر السلبي بالنسبة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع في التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب وذلك خلال الأسبوع المنتهي في 31 يناير ليشهد ارتفاع بمقدار 17.7 طن من الذهب وهو أعلى مستوى للتدفقات الداخلة إلى صناديق الذهب منذ أسبوعين.
فقد شهدت صناديق الذهب في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا ارتفاع واضح بسبب التوترات التجارية العالمية من جراء سياسات ترامب التجارية، ما دفع المستثمرين إلى زيادة التوجه إلى الذهب كملاذ آمن وتحط ضد عدم الاستقرار الحالي.