ارتفع الذهب العالمي بشكل محدود يوم الأربعاء مدعومًا بضعف الدولار بعد بيانات تضخم أمريكية ضعيفة زادت من التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بينما يترقب المستثمرون المحادثات الأمريكية الروسية هذا الأسبوع بشأن الحرب في أوكرانيا.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل اعلى مستوى عند 3360 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3350 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3354 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد ارتفاع طفيف آخر خلال جلسة الأمس لتظل تداولات الذهب حول المستوى 3350 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفضت أسعار الذهب بشكل حاد في بداية الأسبوع عقب تصريح الرئيس دونالد ترامب بأن سبائك الذهب لن تفرض عليها رسوم جمركية، مما خفف المخاوف بشأن الإمدادات.
هذا وقد أظهرت بيانات يوم الثلاثاء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 0.2% في يوليو مقارنة بالشهر السابق، متراجعًا عن زيادة بنسبة 0.3% في يونيو. تباطأ معدل التضخم السنوي إلى 2.7%، مقتربًا من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي أظهر انحسار الضغوط التضخمية، مما دعم موقف البنك الفيدرالي الأمريكي لخفض سعر الفائدة في اجتماعه في سبتمبر.
تضع الأسواق في الحسبان احتمالية بنسبة 90% تقريبًا لخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر، مع توقع خفض إضافي واحد على الأقل بحلول نهاية العام. الجدير بالذكر ان الذهب الذي لا يقدم عائد يشهد المزيد من الدعم عند انخفاض أسعار الفائدة بسبب تراجع تكلفة الفرصة البديلة.
تترقب الأسواق عن كثب قمة يوم الجمعة بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاسكا، وسيركز الاجتماع على حرب أوكرانيا ويدرس المشاركون في السوق إمكانية تقديم مقترحات لوقف إطلاق النار.
إذا لم يسفر اجتماع ألاسكا عن حل واستمرت الحرب في أوكرانيا، فقد يتجه الذهب نحو مستوى 3,400 دولار مرة أخرى، وهو أمر وارد في ظل العديد من التوقعات بعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال هذا الاجتماع.
من جهة أخرى تراجعت حدة التوترات التجارية في السوق مددت الولايات المتحدة والصين هدنة الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا أخرى، مما أدى إلى تجنب فرض رسوم جمركية مرتفعة على سلع كل منهما.
يترقب المستثمرون المزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بما في ذلك مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، ومبيعات التجزئة.
تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 5 اغسطس، أظهر ارتفاع في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 10953 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار 2501 عقد.
ويعكس التقرير الذي يغطي الفترة السابقة ارتفاع الطلب على المضاربة على الذهب في ظل التغير الحالي في الضغوط الجيوسياسية وتغير توقعات الأسواق بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.