فقد الذهب العالمي معظم المكاسب التي سجلها خلال الأسبوع الماضي لينهي تداولات الأسبوع على ارتفاع طفيف بالقرب من سعر الافتتاح، وذلك بعد يومين من الخسائر محت معظم مكاسب الذهب الذي سجل أعلى مستوى في 5 أسابيع، يأتي هذا في ظل عدم اليقين بشأن التوقعات المتعلقة بمستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.6% ليغلق عند المستوى 2648 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 2643 دولار للأونصة، وكان قد سجل اعلى مستوى منذ 5 أسابيع عند 2726 دولار للأونصة.
يأتي هذا الارتفاع الطفيف في أسعار الذهب بعد أن سجل أسبوعين متتاليين من الخسائر، بينما قد انخفض الذهب يوم أمس الجمعة بنسبة 1.2% ليتبع انخفاض آخر يوم الخميس بنسبة 1.4%.
فشل الذهب خلال الأسبوع الماضي أن يحافظ على مكاسبه فوق المستوى 2700 دولار للأونصة ليتراجع سريعاً ويغلق عند المتوسط المتحرك 50 يوم في المنطقة بين 2640 – 2650 دولار للأونصة.
تراجع أسعار الذهب خلال نهاية الأسبوع كانت بسبب ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي إلى مستوى في أسبوعين عقب تسجيله سلسلة من 5 جلسات متتالية من المكاسب مقابل سلة من العملات الرئيسية، الأمر الذي أثر بالسلب على أسعار الذهب ودفعه إلى عمليات البيع لجني الأرباح.
قوة الدولار الأمريكي جاءت في ظل تراجع العملات الرئيسية الأخرى بعد أن قام البنك المركزي الكندي والسويسري والأوروبي بخفض أسعار الفائدة، ليكتسب الدولار المزيد من المكاسب مقابل هذه العملات، وبالتالي يكون تأثيره سلبي على الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما منذ كون الذهب سلعة يتم تسعيرها بالدولار.
أيضاً بيانات التضخم الأخيرة عن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت ارتفاع التضخم على مستوى المستهلكين إلى أعلى مستوى في 7 أشهر ولكن معدلات التضخم جاءت وفقاً للمتوقع مما زاد من التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير هذا العام خلال الأسبوع القادم.
الأسواق المالية تضع احتمال بنسبة تقترب من 100% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع القادم، على أن يتوقع البنك تباطؤ في سياسة التوسع التي اتبعها منذ سبتمبر الماضي، وقام خلالها بخفض الفائدة 75 نقطة أساس حتى الآن.
خفض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة الأسبوع المقبل لن يكون مفاجأة لأسعار الذهب، حيث أن الأسواق المالية قد استوعبت هذا بالفعل. لكن التركيز سيكون على مخطط النقاط الذي يعكس توقعات أداء أسعار الفائدة والمؤشرات الاقتصادية الرئيسية من قبل أعضاء البنك.
تصريحات رئيس البنك جيروم باول وتوقعات أعضاء البنك ستكون حاسمة في تحديد مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة. الأسواق تتوقع فترة من الهدوء من البنك الفيدرالي مع ترقب لنتائج سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، والتي قد يكون لها تأثيرات مؤيدة للتضخم والدولار الأمريكي.
توقع مجلس الذهب العالمي أن التغيرات الاقتصادية الكلية مثل الناتج المحلي الإجمالي، العائدات والتضخم ستساهم في نمو معتدل للذهب في عام 2025. هذا النمو قد يتم تعزيزه بزيادة الطلب من البنوك المركزية أو نتيجة تدهور الأوضاع المالية بشكل سريع، مما يحول رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.
ومع ذلك يشير مجلس الذهب العالمي إلى أن السياسات النقدية المتغيرة وارتفاع أسعار الفائدة قد تمثل تحديات. تلعب الصين دورًا بارزًا في سوق الذهب، على الرغم من التحفظ الذي يظهره المستهلكون الصينيون، إلا أن المستثمرين ما زالوا يدعمون السوق بقوة.
أعلن مجلس الذهب العالمي أيضاً عن انخفاض في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب حول العالم خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر بمقدار – 8.2 طن ذهب وذلك بعد ارتفاع في التدفقات خلال الأسبوع الماضي.