استكمل الذهب سلسلة الهبوط التي بدأها منتصف الأسبوع الماضي والتي تخللها بعض الارتفاعات المؤقتة، لينخفض الذهب اليوم إلى أدنى مستوى منذ شهر وذلك في ظل تراجع التوترات التجارية في الأسواق بين الولايات المتحدة والصين.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أدنى مستوى عند 3120 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3181 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 3162 دولار للأونصة.
استطاع الذهب يوم أمس أن ينخفض ويغلق تحت مستوى الدعم الهام 3200 دولار للأونصة ليستكمل اليوم الهبوط ويكسر المتوسط المتحرك لـ 50 يوم والمستوى التصحيحي 61.8% عند منطقة 3160 – 3150 دولار للأونصة.
اتفقت الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع على خفض الرسوم الجمركية بينهما لتصل الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية إلى 30% بينما الرسوم الصينية وصلت إلى 10% لمدة 90 يومًا، مما خفف من مخاوف الركود العالمي وعزز شهية المخاطرة.
وتتطلع الأسواق الآن إلى مزيد من التراجعات في الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، بينما تركز الأسواق أيضاً على المحادثات التجارية الأمريكية مع الدول الأخرى بهدف البحث عن مؤشرات أكثر إيجابية.
من جهة أخرى تعرض الذهب لضغوط بفعل قوة الدولار الذي يتداول بالقرب من أعلى مستوياته في شهر، حيث يشهد الدولار الأمريكي تزايد في طلبات الشراء مع تزايد التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي لن يسرع في عمليات خفض أسعار الفائدة في ظل ترقبه لتأثير التعريفات الجمركية الأمريكية على معدلات التضخم.
تصدر اليوم بيانات تضخم مؤشر أسعار المنتجين لشهر أبريل بعد أيام قليلة من قراءة مؤشر أسعار المستهلك التي جاءت أضعف من المتوقع. ومن المتوقع أن يستمر الانخفاض في التضخم وهو الأمر الذي يزيد التوقعات بمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
أيضاً تركز الأسواق اليوم على خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول بعد أن أبقى البنك الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي، وحذر من أنه لا ينوي خفضها على المدى القريب. بينما تتوقع الأسواق تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام، على أن تبدأ هذه التخفيضات اعتبارًا من أكتوبر.
ساعد الارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوى منذ 5 أسابيع اليوم أيضاً على التأثير سلبًا على سوق الذهب ليزيد من زخم الهبوط في المعدن النفيس لأن ارتفاع عوائد السندات يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد.
تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 6 مايو، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار – 2932 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، كما انخفضت عقود البيع بمقدار – 2111 عقد.
ويعكس التقرير بداية انخفاض الطلب على الاستثمار في الذهب خلال الفترة الأخيرة وسط التهدئة الأخيرة في أزمة الرسوم الجمركية إلى جانب تعافي الدولار، وخلال نفس الفترة تزايد الاقبال على أسواق الأسهم والاستثمارات الخطرة.