تراجع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بعد أن سجل أعلى مستوى منذ خمس أسابيع تقريباً خلال جلسة الأمس، ليتجه الذهب إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، بعد الدعم الذي حصل عليه من البيانات الأمريكية هذا الأسبوع التي زادت التوقعات بإمكانية استمرار عمليات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال تداولات اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى عند 2708 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2714 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2709 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس وسجل أعلى مستوى منذ قرابة 5 أسابيع عند 2724 دولار للأونصة بعد 3 جلسات للتداول، في طريقه إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 0.8%.
أحيت بيانات التضخم الأمريكية الصادرة في وقت سابق من هذا الأسبوع التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة أكثر من مرة هذا العام، فقد أظهرت بيانات أسعار المنتجين التي تمثل التضخم من وجهة نظر المنتجين تراجع خلال شهر ديسمبر، كما أظهر مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي للتضخم تراجع على المستوى الجوهري مما يدل على ضعف ضغوط التضخم.
بالإضافة إلى هذا صدرت يوم أمس بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لتأتي بأقل من التوقعات والقراءة السابقة، ليزيد ذلك من توقعات الأسواق بإمكانية استمرار عمليات خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري نظراً لتباطؤ التضخم وضعف معدلات الإنفاق الاستهلاكي.
تسببت البيانات الأمريكية هذا الأسبوع في دفع الدولار الأمريكي إلى الهبوط مقابل سلة من العملات الرئيسية في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.5% وهو أول انخفاض أسبوعي بعد سلسلة ارتفاعات للدولار استمرت 6 أسابيع متتالية.
ساعد تراجع الدولار على دعم أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، هذا بالإضافة إلى تصريحات عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الخميس إن خفض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات لا يزال ممكنا هذا العام إذا ضعفت البيانات الاقتصادية الأمريكية بشكل أكبر.
توقعات حركة أسعار الفائدة والدولار تظل حاسمة بالنسبة لسعر الذهب، ولكن يبقى هناك عدم وضوح بشأن الطلب على الملاذ الآمن خاصة بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، ولكن لا تزال التوترات الجيوسياسية والإقليمية متواجدة على الساحة والتي قد ينتج عنها طلب على الذهب كملاذ آمن في أي وقت.
هذا ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ولايته الثانية الأسبوع المقبل ويظل التركيز على سياساته التي يتوقع المحللون أن تغذي التضخم. إن عدم اليقين المتزايد بسبب الإدارة القادمة وإجراءاتها المحتملة يؤثر على الذهب كأداة للتداول في التقلبات قصيرة الأجل.
بالانتقال إلى الهند ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم قد أظهرت بيانات من مجلس الذهب العالمي أن زخم صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب في الهند خلال ديسمبر قد شهد تباطؤ، لكن عام 2024 بشكل عام شهد تدفقات سنوية قياسية.
من جهة أخرى قام البنك المركزي الهندي بشراء 72.6 طنًا من الذهب في عام 2024، لينهي العام باحتياطيات بلغت 876 طنًا. كما ظلت واردات الذهب السنوية مستقرة نسبيًا بعد تراجع بلغ 82 طنًا في أرقام الواردات من أبريل إلى أكتوبر.
ومن المتوقع أن يتعافى الطلب على المجوهرات تدريجيًا من منتصف يناير، مدفوعًا في المقام الأول بمشتريات الزفاف. ومع ذلك سيتأثر الطلب بشكل إيجابي باستقرار أسعار الذهب ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه الأخير في الطلب الاستثماري.