سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا متجاوزًا 4,300 دولار للأونصة يوم الجمعة، في طريقه إلى تسجيل أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من 17 عامًا، حيث دفعت مؤشرات ضعف البنوك الإقليمية الأمريكية والتوترات التجارية العالمية، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 4380 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4338 دولار للأونصة ليتداول الذهب حالياً عند المستوى 4341 دولار للأونصة.
الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع التاسع على التوالي حيث ارتفع منذ بداية الأسبوع بنسبة 8% وهو أعلى مستوى ارتفاع أسبوعي منذ 17 عام، مسجلًا أعلى مستوى قياسي له في كل جلسة.
قد يصل الذهب إلى 4500 دولار كهدف أقرب من المتوقع، لكن الكثير يعتمد على مدة استمرار المخاوف بشأن التوترات التجارية الأمريكية الصينية والإغلاق الحكومي الأمريكي في السوق. وكانت الصين قد جددت اتهاماتها للولايات المتحدة بالتسبب في حالة من الذعر بسبب ضوابطها على المعادن النادرة، رافضة الدعوات إلى التراجع عن قيود التصدير.
تجدد التوترات التجارية تسبب في ارتفاع أوسع في أسعار الذهب كملاذ آمن، بعد أن هددت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على سلع صينية مختارة، بينما تعهدت بكين بالرد. ولجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن وسط مخاوف من تداعيات اقتصادية أعمق.
من جهة أخرى أعرب كريستوفر والر محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، عن دعمه لخفض آخر لأسعار الفائدة بسبب مخاوف سوق العمل. ويتوقع المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي يومي 29 و30 أكتوبر، وخفضًا آخر في ديسمبر.
وكان رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت سابق من هذا الأسبوع قد انتهج نهجًا أكثر تشاؤمًا، مشيرًا إلى مخاطر التراجع في سوق العمل، وملمحًا إلى أن البنك المركزي سيظل معتمدًا على البيانات وسيواصل إجراءاته على أساس كل اجتماع على حدة.
وإلى جانب توقعات أسعار الفائدة، حظي الذهب بدعم من مشتريات قوية من البنوك المركزية، وتدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، وارتفاع الطلب في آسيا. وفي الهند عززت عمليات الشراء المرتفعة خلال موسم المهرجانات الطلب أيضًا.
في سياق آخر أغلقت وول ستريت على انخفاض يوم الخميس، مع بوادر ضعف في البنوك الإقليمية مما أثار قلق المستثمرين المتوترين أصلاً إزاء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. إن تفاقم مخاوف الائتمان لدى البنوك الإقليمية الأمريكية أعطى المتداولين سبباً إضافياً لشراء الذهب.
هذا وكان قد أعلن البنك المركزي الصيني (PBoC) عن مشترياته الشهرية الحادية عشرة على التوالي من الذهب، مضيفًا 1.2 طن في سبتمبر، كما شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب الصينية تدفقات في سبتمبر بمقدار 622 مليون دولار أمريكي، مما قلص خسائرها في الربع الثالث.