ارتفعت أسعار الذهب العالمي لليوم الثاني على التوالي ليسجل أعلى مستوى في أسبوع، بدعم من ضعف الدولار الأمريكي، بينما تنتظر السوق تصريحات من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي للحصول على إشارات بشأن توقعات أسعار الفائدة الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل اعلى مستوى في أسبوع عند 2626 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2610 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2620 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد ارتفاع آخر يوم أمس بنسبة 1.9% دفع الذهب إلى الابتعاد عن أدنى مستوياته منذ شهرين التي سجلها الأسبوع الماضي عند 2536 دولار للأونصة، وأغلق تداولات الأمس فوق المستوى 2600 دولار للأونصة مما يفتح الباب أمام المزيد من التعافي في أسعار الذهب.
الارتفاع الحالي في مستويات الذهب يأتي بعد أن تراجع الدولار الأمريكي من اعلى مستوى منذ عام مقابل سلة من العملات الرئيسية، مع بدء جني الأرباح بعد الارتفاع الكبير الذي سجله الأسبوع الماضي. ضعف الدولار يجعل أسعار الذهب أقل تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
هذا وقد بدأت موجة الصعود الحادة في الدولار الأمريكي بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ليزيد من التوقعات أن سياسات الإدارة الجديدة سينتج عنه ارتفاع في معدلات التضخم، بشكل تبقى معه أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت وهو ما تسبب في ارتفاع مستويات الدولار بشكل كبير.
بينما انخفض الدولار من أعلى مستوى له في عام واحد خلال الجلستين الماضيتين لتبدأ عمليات البيع لجني الأرباح، في حين انخفض عائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات بعد أن بلغ أعلى مستوى له في أكثر من خمسة أشهر الأسبوع الماضي.
وجاء ضعف الدولار مع ارتفاع قراءات التضخم القوية من الأسبوع الماضي، إلى جانب إشارات أقل تشاؤما من البنك الاحتياطي الفيدرالي، مما عمل على تقليل الرهانات على أن البنك الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في ديسمبر.
وتضع الأسواق المالية الآن احتمال يقترب من 60% أن يلجأ البنك الفيدرالي إلى خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم بمقدار 25 نقطة أساس، بينما تضع احتمال بنسبة 40% أن يبقي الفائدة ثابتة دون تغيير.
ومن المقرر أن يتحدث العديد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، مما قد يقدم صورة أوضح حول مسار خفض أسعار الفائدة. مع العلم أن تحرك سعر الذهب سيكون انعكاسًا لأي تغيير في التوقعات بشأن اجتماع ديسمبر، وأي بيانات أو تصريحات من أعضاء البنك تتعلق به ستكون ذات صلة.
هذا وقد عاد الذهب ليلعب دور الملاذ الآمن في الأسواق المالية مع بداية هذا الأسبوع، ليرتفع الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث ذكرت تقارير إخلال عطلة نهاية الأسبوع أن الولايات المتحدة سمحت لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لمهاجمة أهداف أعمق في الأراضي الروسية.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي ان التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب قد تراجعت خلال الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر بمقدار – 23.7 طن ذهب، وهو انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.
وقاد عمليات خروج التدفقات النقدية الصناديق المتواجدة في المنطقة الأوروبية والمنطقة الأسيوية، الأمر الذي يدل على تأثر الاستثمارات على الذهب بالمستويات القياسية التي سجلها الذهب خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى موجة التصحيح الأخيرة في أسعار الذهب التي شجعت الاستثمارات إلى التوجه للاستثمارات الخطرة على حساب الذهب منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية.